جمالية القفل والتكثيف في القصة القصيرة جداً قصة الأنا للأديب أحمد حافظ أنموذجا

جمالية القفل والتكثيف في القصة القصيرة جداً قصة الأنا للأديب أحمد حافظ أنموذجا

 

بقلم الكاتب خالد الحديدي

تُعرف القصــة القصيرة بأنــها لقطة فنية بالغة التكـثيف، وهي جنس أدبي يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجـزة.

و هناك نوعان من الإيجاز في القصة القصيرة جداً النوع الأول ( إيجاز الحذف) الذي يقوم على استغناء الكاتب عن بعض الألفاظ اعتماداً على السياق، والنوع الثاني ( إيجاز القصر ) والذي يعتــمد على كـــثافة الجملة مع اتساع معناها، دون حذف.. والنوع الثاني هو المحبذ والأنسب للقصة القصيرة جداً..

وللتكثيف أنواع معينة نذكر منها:

التكثيف الدلالي، والتكثيف البنائي، والتكثيف التجريدي، والتكثيف السيكولوجي.

-التكثيف الدلالي يعتمد على فتح النص على مجموعة من التأويلات،

-التكثيف البنائي يعتمدعلى تخلص النص من الزوائد الجمل والكلمات والحروف غير اللازمة

-التكثيف التجريدي يقوم على تصوير المطلق كالحب والجمال.

-التكثيف السيكولوجي النفسي وهو تفكيك الذات لمكوناتها ( الأنا والأنا العليا )

يحدد خطوات يستخدمها الكاتب للوصول للتكثيف الشديد في القصة القصيرة جداً نذكر منها:

1- الجمل القصيرة المركزة ذات الطابع الموحي والمختصر في إسلوب سردها

والقدرة على الإيحاء والتعبير والإشعاع بأكثر من دلالة.

2- الاقتصار على أقل عدد ممكن من الشخصيات.

3- تركيز الحوار والاستغناء عنه إذا أمكن.

4- اختزال الحدث القصصي وينطبق على التركيز المكاني والسقف الزمني للقصة القصيرة جداً.

 

كتب الروائي آرنست همنغواي قصة من ست كلمات، اعتبرها أفضل أعماله على الإطلاق. تقول القصة: «للبيع: حذاء طفل، لم يرتدِه أحد»

هناك مثلاً من وصف القصة القصيرة جداً بأنها «ببساطة، قصة تصل إلى هدفها دون إهدار للكلمات» كما يقول إريك برغر، فعرَّفها بأنها قصة وانا أرى انها قصة قصيرة مختصرة تصل إلى نهاية مدهشة في الغالب،

ويغلب أن تركز القصص القصيرة جداً التي تستقي مادتها من المجتمع، على نقد العيوب في هذا المجتمع أو كشفها بطريقة حادّة، لأن الحكاية لا تكتفي بذاتها في هذا الفن، ولكنها لا بد وأن تقول شيئاً له قيمته.

ولأن القصة القصيرة جداً تتميز بإيقاع سريع في أحداثها، القليلة نسبياً، فإن الاعتماد على النهاية المفاجئة هو الذي يجمع هذه الأحداث في محصلة ناجعة، تنقل فكرة القصة إلى المتلقي بقوة.

ويرى بعض النقاد أن عنوان العمل الأدبي هو جزء من نصها ، ولذلك يعد اختيار عنوان العمل الإبداعي يمثل جزءا مهما من أجزاء العملية الإبداعية وهو يلقي بضوء كثيف على محتوى القصة.

وفي قصة الأنا للأديب احمد حافظ
يتشكل العنوان من كلمة واحدة، وللوهلة الأولى يستطيع القارئ أن يتوقع ملخص الحكاية أو على الأقل يتوقع الإطار الذي يدور فيه العمل الأدبي
أما التكثيف كان واضحا في قصة الأنا للأديب احمد حافظ

“في اجتماع رئيس مجلس الإدارة المعتد بنفسه ورأيه.. دخل مدير مكتبه الاجتماع الذي همس في أذن رئيس مجلس الإدارة فيخرج رئيس مجلس الإدارة من الاجتماع فيترأس الاجتماع شخص أخر فصفق له جميع الحاضرين في الاجتماع “.

 

استطاع الكاتب أن يقدّم مشهدًا مليئًا بالحركة والحياة والصور والأصوات وردود الفعل بشكل مكثف، دون إطالة أو مبالغة.

قصة قصيرة
بقلم / د٠أحمد حافظ
الأنا
فى اجتماع أحد المصالح الحكومية لمجلس إدارتها كان رئيس مجلس الإدارة الذى يعتز بنفسه ورأيه كثيرا يرفع من صوته ويهدد الجميع وإذ بمدير مكتبه يحدثه من خارج غرفة الاجتماع على تليفونه الخاص ولكن رئيس مجلس الادارة لا يرد مما جعل مدير المكتب يدق على باب غرفة الاجتماع ويحدث رئيس مجلس الإدارة فى أذنه فيقف الرئيس ويجمع أوراقه بطريقة غير طبيعية ويخرج ويدخل شخص لا يعرفه أحد من أعضاء مجلس الإدارة ويرأس الاجتماع ويصفق له الجميع .

لا تعليقات بعد على “جمالية القفل والتكثيف في القصة القصيرة جداً قصة الأنا للأديب أحمد حافظ أنموذجا

  1. تنبيه: مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *