الحلقة الثامنة يوميات من سوق زينب
الحلقة الثامنة يوميات من سوق زينب
صباح الخير ..
أنا رباب بنت الحاج حسن الطيب ، بيتنا مطل علي السوق الكبير ، وابي يملك محل عطارة في السوق ، حكايات كثيرة تدور في السوق ، عودنا ابي علي الاستيقاظ مبكرا لصلاة الفجر ، احيانا أتابع احداث السوق من خلف نافذة غرفتي ، وكثيرا ما انشغل بأعمال البيت مع أمي أو في مذاكرتي ايام الدراسة فأنا في عامي الأول بالجامعة .
جريدة مصر جايه
مثل العادة استيقظ ابي فجرا و أيقظ جميع من بالبيت ، ذهب ابي يصلي الفجر في المسجد ، صلينا امي وانا ثم أعددنا الفطور لابي ، اتي من المسجد تناول فطوره ثم نزل إلي السوق ، ألقيت بجسدي فوق السرير لعلي انام ، لكن النوم خاصمنى وهرب من نافذة الغرفة ، تبعته إلي النافذة اتابع السوق وما يجري فيه من أحداث .
أستاذ فاتح دوما يجلس في شرفة منزله ، يصطحب كتاب وبعض أوراق وقلم ، أراه دوما يقرأ …احيانا ينشغل بما يجري في السوق ، تتجه عيناي إلي سوبر ماركت الافندي ، لم يزل مغلقا ، كلما مررت من السوق أشعر أن علي الافندي يتابعني بنظراته ، احيانا انشغل به وكثيرا انشغل في أشياء أخري ، زينب عجمي ظهرت في السوق ، غائبة منذ عدة أيام ، لا أشعر بالراحة ناحيتها … لا اعرف لما ينشغل بها الرجال في السوق رغم أنها عادية مثلها مثل أي امرأة ، اسمع صوت امي انسحب إلي داخل البيت ، كانت تعد لنا فطور ، طلبت مني متابعة الحليب فوق النار ، ذهبت لتوقظ اخي هشام ، دوما نائم لا يفعل شىء سوي السهر مساء والنوم صباحا ( ايدك منه والأرض ) هكذا دوما كانت تقول امي لابي ، سمعت صوت زعيقه لأمي ، عادت إلي المطبخ ، كنت أطفأت النار ، وصببت الحليب في الاكواب ، وذهبت لإيقاظ اخي رفيع الصغير ، كنا جميعا ننتظر فيه العوض ،
أنهينا الفطور لملمت الأواني الفارغة وذهبت كي اغسلها ، أخبرتني أمي أنها ستذهب إلي السوق لشراء طلبات البيت ، عاد رفيع إلي غرفته ، كان يحب الكتب مثل أستاذ فاتح صاحب الشرفة ، كانا دوما يتواصلان …أستاذ فاتح كان دوما يعطيه كتب كي يقرأها ، أعود إلي النافذة كانت أمي تتجه إلي فرش متولي ، رغما عني اتجهت عيناي إلي سوبر ماركت الافندي كان احمد شقيق علي يقف عند مدخل المحل بينما علي لم يأت بعد.
حور بائعة الاكسسوارات ظهرت ، احبها فهي هادئة وحلوة اللسان ، حين أتت امي أخبرتها اني سأنزل إلي حور لشراء اشياء منها ، اخذت منها بعض النقود …نزلت كان عم نصري يدور في السوق مثل العادة ، علي بغدادي صاحب المخبز لا أشعر بالراحة ناحيته فهو دوما يتابع النساء بنظراته ، لا احب المرور أمامه أشعر أن عيناه تلتصق بجسدي ، وصلت إلي حور ، اشتريت غويشة خرز ، وتوك لشعري ، وسلسلة بها حرف R اول حرف من اسمي ، في عودتي إلي المنزل رأيت علي ذاهبا إلي محله مررت مسرعة لا اعرف …أنا لا انشغل به كثيرا لكن نظراته تربكني ، صعدت إلي شقتنا كانت أمي منشغلة تتحدث إلي خالتي في الهاتف …أعود إلي النظر من النافذة علي السوق …
محمد فتحي شعبان