يوميات من سوق زينب

يوميات من سوق زينب
يوميات من سوق زينب

يوميات من سوق زينب
الحلقة السابعة
بقلم : محمد فتحي شعبان
اليوم جمعة رغم ذلك استيقظت مبكرا كالعادة ، الجميع نيام ، مازال الوقت مبكرا جدا ، صليت الفجر وعدت إلي البيت ، سكون يعم البيت ، حاولت النوم مرة أخري لكن هيهات ، انتقلت إلي الشرفة المطلة علي السوق ، مصاحبا فنجان قهوتي ، و أقلامي و اوراقي و كتبي ، السوق لم يزل ساكنا ، ليس سوي علي البغدادي ومسعود ، و هاهو الصباح علي وشك هزيمة الليل ، ينسحب الليل معلنا هزيمته ، النهار يعم السوق وما حوله ، ثناء بائعة الجبن في مكانها المعتاد أمام فرن بغدادي ، ام ناجي هي الأخري جوار ثناء ، متولي يكشف الغطاء عن فرشه ، جمال صبي متولي لم ياتي مازال في الوكالة ، نعمة العمشة و ميادة بنت

جريدة مصر جايه

زينب تتجهان نحو فرش زينب ، تتعالى الأصوات في هذا الوقت المبكر ، خليط من الناس ، أستاذة نهال المحامية ظهرت مبكرا اليوم ، تدور بالسوق تشتري طلباتها ، الحاج حسن الطيب أمام محله ، مصطفي النادل حاملا النرجيلة والشاي ذاهبا إلي الحاج حسن ، يدس الحاج في يده بعض النقود ، يمشى مصطفي بعيدا يقلب النقود في يده ثم يضعها في جيبه ، حور لم تأتي اليوم ، علي الافندي أيضا لم يظهر ، أم رباب زوجة الحاج حسن تنزل إلي السوق تشتري طلباتها ، ثناء ذاهبة إلي فرن بغدادي تشتري خبزا ، يتابع مسعود حركاتها ، ظهر جمال صبي متولي راكبا تروسيكل محملا بالخضار ، يعلو صوت الضجيج في السوق ، انشغل قليلا في القراءة ، أكتب بعض ملاحظاتي ، اسمع صوت أم العيال تنادي ، اجيب ندائها ، تخرج إلي الشرفة ، نتجاذب أطراف الحديث عن الاولاد والبيت ، ثم تدخل لتعد الإفطار ، أعود للكتاب ، اسمع صوت علي نصرية ينادي باسمي ، انظر له فيطلب مني النزول للجلوس معه ، اتناول قطعة جبن مع خبز انزل إليه ، نطلب شاي وقهوة مظبوط ، ينضم إلينا عم نصري ، حاملا سندوتشات الفول والفلافل يدعونا إلي الفطور معه ، نعتذر إليه فيتناول إفطاره ثم يطلب الشاي ويشعل سيجارة ، سامي ابن مسعود قادما من خارج السوق إلي محل أبيه ،ينظر إلي ميادة بنت زينب بطرف عينه ( الواد طالع لابوه بصباص ) ، ميادة تلاحظ نظراته ، زوجة عم نصري تظهر في السوق تشتري طلبات المنزل ، تلتقي وام رباب ، تتجاذبان أطراف الحديث ، عم نصري يدور في السوق ينادي ( سجاير …سجاير …سجاير ) ، تناديه نعمة العمشة ، تأخذ علبة سجائر ، تدسها في حمالة صدرها ، ينصرف عم نصري علي أن يحاسبها اخر السوق ، تنادي نعمة علي ميادة ، ثم تذهب وتجلس تحت الفرش لتشعل سيجارة ، أشعر بملل سريعا من الجلوس في السوق ، أعود إلي المنزل ، أم العيال منشغلة بترتيب البيت ، أعود إلي الشرفة ، انشغل في الكتابة مبتعدا عن السوق وأهله …

محمد فتحي يكتب.. يوميات من سوق زينب
محمد فتحي يكتب.. يوميات من سوق زينب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *