يوميات من سوق زينب الحلقة التاسعة
يوميات من سوق زينب
الحلقة التاسعة
بقلم : محمد فتحي شعبان
رباب بنت الحاج حسن العطار …هذا ما يعرفني به الجميع هنا في السوق وفي حينا عامة ، أبي مشهور جدا هنا …اسرتنا من أقدم الأسر التي سكنت الحي ، و هم كذلك يمتهنون العطارة من أزمان بعيدة ، لنا روتين يومي ثابت يشعرني ذلك بالملل احيانا ، أكره تلك الرتابة لكن لا أحد يخالف ابي ، ها قد بدأ العام الدراسى اليوم هو يومي الأول ، ذهبت إلي محل أبي كي أخذ مصاريف منه و ليدعو لي ، رغم شدته فأنا متعلقة به إلي أقصي درجة …حتي وقت قريب كنت انام في حضنه احيانا ، مررت من قلب السوق ألقيت التحية علي ام ناجي وثناء ، مسعود وعلي بغدادي
يجلسان معا ، أشعر أن عين علي بغدادي تلتصق بمؤخرتى ، رغم كبر سنه لكن عينه زائغة و ( بصباص ) ،
لم يكن علي في محل السوبر ماركت ، حين دخلت محل أبي ابتهج كثيرا لرؤيتى ، أيضا كانه هناك غيره ابتهج لرؤيتى ، الشيخ عاشق كان مع أبي ، كان هادئا قليل الكلام ، وكان ابي يعجبه هدوء الشيخ عاشق ، هذا الأسم الغريب عاشق ، لا أدري كيف أسموه بهذا الاسم ، احتضني ابي امامه و قبلني ، كان ينظر إلي الأرض ، رغم أنه ما زال شابا لكن الجميع يوقره ، أكملت مسيري وذهبت إلي الجامعة ، أه نسيت أن أخبركم اني في كلية آداب قسم فلسفة ، لا أدري ماذا ساتخرج منها ، كانت أمي منذ علمت أني بقسم فلسفة وهي تناديني بالفيلسوفة ، لكن لا تدري اني التحقت بالجامعة فقط لأكون في الجامعة .
مر اليوم لا شىء فيه لم اتعرف إلي أحد ولا شىء علق بذهني ، كنت أنظر لما يحدث حولي كالمسحورة ، في طريق عودتي مررت بأبي ألقيت التحية ثم ذهبت إلي المنزل ، امي كما هي تدور في البيت مثل النحلة لا تكل ولا تمل ، سمعت صوت طرقات ذهبت لأ فتح الباب كانت خالتي فرحة ، احتضنتني وقبلتني سألت اني عن الطارق فاخبرتها أنها خالتي فرحة ، كانت اصغر خالاتى واقربهم لي ، انشغلت خالتي مع أمي ، دخلت غرفتي لأبدل ملابسي ، ثم غفوت قليلا …
حين استيقظت كان رفيع خارجا من البيت ، أخبرني أنه سيذهب إلي الاستاذ فاتح فهناك كتابا سيأخذه منه ، طلبت منه أن يأتي لي برواية من عنده ، كانت خالتي ما زالت في المنزل تتحدث هي وامي ، لا أخفيكم خبرا أن خالتي قد تزوجت منذ عدة سنوات ، لم تنجب إلا طفلا واحدا ومات بعد ولادته بعد أيام ، خالتي تكبرنى بسنوات قليلة ، وجدتها تدخل غرفتي ثم ألقت بجسدها فوق سريري تركتها تغفو وخرجت إلي امي ، كانت تجهز الغداء لأبي ، اتصلت برفيع ليحمل غداء ابي إلي المحل ، لكني أخبرتها اني من سيحمل الغداء لأبي ، مررت بالسوق مرة أخري ، نعمة العمشة كانت مختبأة تشعل سيجارة حين رأتني انظر إليها غمزت لي بعينها تبسمت لها فتبسمت ، زينب منشغلة مع زبونة ، زينب أيضا تدخن لكنها تدخن في العلن أمام الجميع ، كانت جريئة في كل شىء في ملابسها و أفعالها و ألفاظها ، وصلت إلي محل أبي ناولته الغداء ثم كررت راجعة مارة بالسوق مرة أخري …