عودة الأمل..
عودة الأمل..
بقلم د. أمل درويش
تخالُ الأيام أنها سحقتنا، وأننا مُنينا بالهزيمة حين قهرتنا.. تخالُ الدروب أنها فرّقتنا.. فكيف ولماذا أعادتنا؟
تلاقت الأرواح وما اختلقنا، وما دققّنا، ونحو اللقاء ما انطلقنا!!
صدفةٌ تسربت بين أنامل الزمن، رسمت على وجه الحياة دروبًا تشابكت؛ فجمعتنا.. وما خططنا وما أعددنا..
فكيف ولماذا استسلمنا؟
وعدنا لنفس النقطة الفارقة.. نجمع الساعات ونطرح الدقات.. نفتش عن نبض غاب، ولهفة أرهقتها الأوهام فأطفأتها..
لا تلم خوفي من الأيام وقسوتها.. فلم ألُمكَ على هروبكَ ولم أسألك..
لا تقسُ على أفكاري المقهورة، وأحلامي المبتورة.. مزقوها في المهد وأحرقوا أوردتها..
ضمدتُ جراحي بعدها، وأقسمتُ على الروح ألا تنظر خلفها.. نسيتُ الفرحة وألقيت ثوبها..
وما بقي من الأنفاس لملمتها.. وبالأمل والأمان عاهدتها..
لا تلعن الظروف، ولا تسبّ قدرًا حرّم لقاءنا.. فما لنا عليه من سلطان..
نتجرع المرار، وتشيخ قلوبنا بالأحزان التي سكنتها..
لا تقل كان.. فلا شيء يبقى.. كم من قصور هجرتها الأحبة بعدما شيدتها!!
امسح عن قلبك الشجن، وأطلق أرواحنا طيورًا تهيم في ملكوتها..
لا تترك الأسوار تحدّها، وسهام الظنون تشتتها..
أحبك.. حروفها بالأمل والحنين والبهجة نقشتها.. ليست كحروف العاشقين تنطفئ بعد حين جذوتها..
ولمسة من كفي على قلبك أمسدها، لتمحو عنه حزن السنين وتفتتها..
خذ من روحي الحنين.. خذ من قلبي الأنين.. خذ من بوحي السجين.. مشاعر لطالما أضمرتها..
واهدأ.. لا تخف.. جراحنا يومًا ما ستبرأ، وتعود لأرواحنا براءتها..
4 أراء حول “عودة الأمل..”