“لا شيءَ يُعْجبُني”

“لا شيءَ يُعْجبُني”

رحم الله الشاعر و المفكر محمود درويش
بقلم: رانيا حسن

كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش قصيدة مُلهمة جداً بعنوان لا شيء يُعجبني وتناول فيها قصة عدة فئات في المجتمع لا شيء يعجبها في الحياة و تعبت من السفر مثل المسافر في الباص وسيدة وطالب جامعي وجندي يتحدثون مع سائق الباص العصبي وكان هناك إسقاط منه عن حالة وطن وهي فلسطين الغالية

اسمحلي أستاذي أن أستعير جملتك الشهيرة لا شيء يُعجبني أنا الأخرى ،،، ولكني أتحدث عن واقعي أنا الذي أعيشه في زمن أجد صعوبة في فهم مفرداته..

فأنا لي روتين يومي أمارسه منذ عشرات السنين وأصبحت أجد صعوبة في ممارسته والسبب جملة لا أحبها و لا أستوعبها ( الدنيا تغيرت ) لذلك لا شيء يُعجبني أستاذي.
من حقي وكما تعودت مع فنجان قهوتي في الصباح أن أجد جريدة أقرأها كما كنت معتادة وجريدتي المفضلة هي الأهرام أصبحت أبحث عن الجريدة ولا أجدها أتصفح مواقع الأخبار على تليفوني لأن الدنيا تغيرت وهذا لا يعجبني..

أريد القراءة كالمعتاد والإحساس بملمس الورق ورائحة الحبر مع مذاق القهوة وسماع الراديو في الخلفية فهذا ما يُعجبني..

أريد بعد يوم عمل شاق والرجوع للبيت مشاهدة فيلم ينعش وجداني أو يناقش قضية مثيرة أو أشاهد نجوما مفضلة بالنسبة لي أحلم وأعيش في خيالي معهم فهذا ما يُعجبني، ولكني أجد أفلاما مشوهة وقصصا ركيكة ساذجة ونجوما أشبه بالمسوخ والحجة استاذي أن ( الدنيا تغيرت )..

أريد في فترة المساء سماع الأخبار والبرامج السياسية والثقافية كما كنت معتادة ولكني لا أجد إعلاماً من الأساس.. أجد مذيعين ومذيعات بنفس الشبه ومناقشة موضوعات سخيفة تحت مُسمى الترند و الفضائح و تصنيف النجوم لنمبر وان ونمبر تن وأشياء لا تُعجبني سيدي علي الإطلاق.. 
أين جميلات ومثقفات الإعلام أين وجهاء الإعلام
لا شيء يُعجبني سيدي؟

عندما أغضب أريد أن أتحدث وأعبر فأبدأ بالكلام وأري نظرات الاستغراب ممن يحيطون بي لأن لغتي لغة طراز قديم وهناك مفردات جديدة ظهرت يستخدمها كثير من الناس ولكنها لا تُعجبني لأنها لا تمُت إلى الرقي بأي صلة فهناك انحدار للغة.. لغتنا العربية التي هي أجمل وأرقي لغات العالم وهذا لا يٌعجبني سيدي.. 
كان في روتيني المعتاد صلة الأقارب وود الأصدقاء ولكن ( الدنيا تغيرت ) أصبحت صلة الرحم رسالات على الفيس بوك والواتس اب و اختفت الزيارات ،،، أصبحت تجمعات الأصدقاء زوم ميتنج أو فيديو كول ولا يري الأصدقاء بعضهم الا في الجنازات أو المناسبات المحدودة
وهذا لا يعجبني يا سيدي
اختلفت الأشياء و ضاعت القيم فلا احترام للكبير ولا عطف على الصغير ،، لا يوجد إيثار ولا يوجد حسن معاشرة الجار ،،، ذهبت الفضائل و الأخلاق التي كانت أهم مميزاتنا
وهذا لا يعجبني
لكل هذه الأشياء تعبت ووجدت في جملتك الشهيرة أسلوب حياة
( لا شيء يُعجبني )
حتى ندعو لثورة واسترجاع أهم ما كان يميزنا ونتمسك به مهما تغيرت الدنيا
حتي أجد شيئا يعجبني..

4 أراء حول ““لا شيءَ يُعْجبُني”

  1. تنبيه: عيناكِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *