سؤال الشر اللقاء الخامس

سؤال الشر اللقاء الخامس
سؤال الشر اللقاء الخامس

سؤال الشر اللقاء الخامس
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع
مازال الحديث عن سؤال الشر مستمرا …
بداية الله هو خالق كل شىء ، فهو خالق العامل وعمله ، وكل متحرك وحركته ، وكل ساكن وسكونه ، وما من ذرة في السماوات ولا في الأرض إلا والله خالقها وخالق حركتها و سكونها .
هذا أمر يعتقده جميع المسلمين و أقر به كل ذي رأي معتبر ، إلا القليل ممن خالف …

جريدة مصر جايه
فالله تعالي خالق العباد وأفعالهم ، وقدرتهم و مشيئتهم خيرها وشرها ، وهذا هو تقدير الله للشر – انتبه – فنسبة الشر إلي قضاء الله وقدره هي نسبة إيجاد الله له وخلقه له ، أي : خلقه لفعل العبد للشر ومفعوله ، و خلقه لقدرة العبد علي الشر وأثرها ، وخلقه لمشيئة العبد للشر ، وهذا الخلق و الإيجاد من الله ليس شرا ، لأن أفعال الله ليس فيها شرا ، لأن فعل الله صفة من صفاته ، والله سبحانه وتعالي الخير كله في يديه ، والشر ليس إليه ، فليس في أفعاله شر ولا في صفاته شر ، وخلقه للشر ليس بشر ،ففعله القائم به جل وعلا أنه خلق الشر وليس أنه فعل الشر .
الله سبحانه وتعالي لا يفعل الشر ، ولكن خلق في العبد القدرة على فعل الشر ، فهو شر بالنسبة للعبد المنفعل ولكن ليس شرا بالنسبة إلي الله سبحانه .
وقد ضرب مثلا بفعل السرقة …من الذي سرق ؟ العبد هو الذي سرق ، ولا يمكن أن يوصف الرب سبحانه بهذا الفعل ، لكن الله خلق الفعل ، فمكن العبد من السرقة ، وخلق له قدرة و إرادة ، و جسما و آلة ، و فعلا هو السرقة ، فهو خلق الفعل ولم يفعل الفعل ، ففعل الله أن خلق ، وفعل العبد أن سرق ، وفعل الرب أن جعل العبد مقيم الصلاة ، وفعل العبد أن أقام الصلاة ، ففعل العبد غير فعل الرب .
لكن إذا كان الشر مخلوقا لله
لماذا لا يجعله هذا متصفا بالشر
و للجواب علي هذا السؤال ينبغي أن نبين أن الشر يطلق باعتبارات عديدة :
اولا باعتبار الفاعل : قصده ونيته وغايته ، فالسارق و الزاني و القاتل يرتكبون أفعالا يعلمون أنها شر عمدا وقصدا وعن نية مسابقة ، فها فاعل شرير قصد الشر وسعى إليه ، وهذا مريد للشر و متعمد له حتى لو لم يتمكن من ارتكاب جريمته لسبب أو لآخر .
ثانيا : باعتبار المفعول : فمن يقع عليه ضرر أو اذى يرى أن ما وقع عليه شر ، كمن يصاب بالمرض أو يصاب في حادث ، ولا يشترط التلازم بين الفاعل الشرير و المفعول ، فقد يكون مرتكب الحادث غير متعمد وبدون قصد ، فلا يعتبر مؤيدا أو متعمدا للشر ، كذلك مدير العمل الذي يوقع عقوبة على أحد الموظفين قد يكون مريدا للعدل و مراعيا للقوانين وملتزمة بقواعد الثواب والعقاب ، فلا يصح وصف الضرر الذي وقع علي الموظف بأنه صدر عن نية شريرة أو ما شابه ، بل الشر هنا في المفعول لا الفاعل .
ثالثا : باعتبار النتيجة النهائية : مثل الطالب الذي يرسل في الامتحان بسبب صعوبة المذاكرة وطول السهر و الإجهاد وعدم القدرة علي التركيز ساعة الامتحان ، فاجتمعت عليه هذا العوامل كلها وكانت النتيجة النهائية شر وضرر بالنسبة للطالب ، فهذا الشر في النتيجة النهائية .

سؤال الشر اللقاء الخامس
سؤال الشر اللقاء الخامس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *