الشيخ
الشيخ
ولاء صبري الدسوقي
إنه شيخ طاعن…يبسم للحياة في وداعة..لم يعد هناك ما يثور لأجله…تلك الأخاديد التي كست وجهه..إنها أيدي الزمن..
…لطالما ثار…وتوعد…لطالما وَجَد…لكن..الحياة..خبرته…أن كل شيء يمضي..
إنه مسافر…قرب موعد وصوله…فلم لا يهش ويبش…ويبسم للحياة…إنه يودع الحياة بالبسمات… لكنه لا يعلم على وجه التحديد..متى الساعة…
إن بسماته تنبيء الحياة..أنه قد سامحها…قد تصالح مع الزمان…إنه لا يلومه على الشباب الذي ولى..الأعزاء الذين رحلوا…
إنه قد غفر للزمان قسوته…ففي الغد موعد سينتهي به كل شيء..سيلتقي فيه الأحبة الذين أطال رثاءهم…
سيلقى الرحيم…الذي…سيغفر له…حسبه
… أنه وإن لم يكن من المحسنين..فإنه لم يكن أيضاً من المعتدين…
بل كان وسطاً في كل شيء…ثم إنه يعول على صبره الطويل..على زهوره التي اختطفها الموت سريعاً في ريعان الشباب…
وقضى جل عمره..في انتظار…أن يلتقي بهم حيثما ذهبوا…وأن يجمعهم الرحمن في جنات النعيم…
هكذا هو ظن الشيخ…فقلي بربك…لم لا يبسم للحياة.. وينتظر الغد ببالغ الشوق؟!