الحياة

الحياة
الحياة

الحياة
ولاء صبري الدسوقي

إننا نركب نفس القطار..لكن…لكل منّا وجهته…تلك الصبية الحسناء..التي جلست شاردة الذهن…تتساءل…هل يفكر بي؟!

…لتلكزها صديقتها…التي ظلت تناديها…زمناً غير يسير لتنتبه…لاقتراب محطة الوصول…وتباغتها قائلة
“اللي واخد عقلك”

لتخجل…الأخرى..وتتلعثم الكلمات في فمها…”أبداً والله مفيش…ده انا عندي بحث هيتسلم…”

لتجيبها صديقتها…وهي تطيل الكلمات…كمن خبر الأمر..”بحث…ااااه…لا متقلقيش…كله هيعدي…
يا بخت البحث يا ستي..”

لتجيبها الأخرى…أنتي غلسة

لتقاطع حديثهما…امرأة قد شارفت الستين بقليل…والنبي يا بنات…متعرفوش المستشفى بتاع الجامعة فين؟

مصر جايه

لتجيبها..الفتاة الشاردة…هوصلك يا طنط…متخافيش…
أنا هعدي جنبها..

ثم تهمس في داخلها…يا رب أقابله…بس لو يتكلم

وإلي يمين العجوز… جلس رجل في أواسط العمر…يرتدي زياً رياضياً…ويخاطب ٱخر بالقطار.. معلقاً على مباراة الأمس…

“لكن ده لعيب …دخل ولع الملعب…دول مفروض يعملوله تمثال..لا حريف يا بني والله…الله عليك … ولا مارادونا في شبابه…”

ثم يمر طفل صغير…يعرض بضاعته…”اللي يحب النبي ..يشتري بسكوت بالشوكلاته…اتنين بسعر واحدة ..يا بلاش…يالا يا أبلة…يالا يا مدام…اللي يحب يحلي”

ليهمس طفل صغير جالس بجوار والدته… “ماما… كوت…عاوز بكوت…”
فتقبله…والدته…بس “أما ننزل حبيبي…هجبلك من السوبر ماركت…”

ليلح الصغير مشيراً لعلبة البسكويت..بيد البائع الصغير
لتناديه الأم…”وريني كده يا حبيبي…ثم متفحصة..تاريخ الإنتاج..وجودة الغلاف..طيب شكرا يا بابا”

لتعود إلى صغيرها..مداعبة إياه…..أما أنزل هجبلك..
ليتوقف القطار في المحطة الأخيرة…ويمضي الركاب …كل إلى وجهته!

الحياة
الحياة

لا تعليقات بعد على “الحياة

  1. تنبيه: الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *