قرأت لك
قرأت لك
بقلم:ولاء صبري الدسوقي
في مسرحية الابن المنبوذ..للفرنسي”هنري دي مونترلان“
تناول الكاتب مأساة الحب المشروط
حيث ينبذ الأب طفله غير الشرعي..عقب مولده
ثم يلتقيه وأمه بعد اثني عشر عاماً..في محطة المترو
ويتدفق الحب الأبوي..تجاه هذا الطفل المسكين…ويتعلق به..لدرجة أنه..يرفض إلحاح أمه …للسفر من كان إلى باريس..
حيث يستقر والداها…خوفاً عليه من الحرب الدائرة هناك
..وإن كان دافعها الحقيقي لذلك..أن تلتقي حبيبها المنتظر
ولكن ما أن يشب الصغير عن الطوق…حتى تتكشف..خيبة الأب..في ولده الناشيء
لما لاحظ عليه…من محدودية القدرات
إذ أنه طفل عادي…وهو لا يريده عادياً..بل طفلاً خارق الذكاء..يبني مجد فرنسا..
فهو لا يقبل تعلقه الطفولي بالألعاب…أو ضحكه العفوي..في السينما
إنه يريده..مثالاً…لا ابناً..إنه يريد أن يرفعه..إلى درجة الكمال..ولكنه مع الأسف على حد تعبيره..كاللوح الأملس…لا يستقر عليه شيء..مما يعلمه إياه
ومن ثم فهو لا يتوانى…عن مصارحته..في كل مرة..بمقدار خيبته فيه..وأنه قرر نبذه بالفعل
..فهو ابن منبوذ..ولذا سيسمح له بالسفر مع والدته..إلى تلك المدينة الأخرى
وإن كان سيتحمل مسئولية الإنفاق المادي
إراحة لضميره…
الذي يحثه…على قبول هذا الطفل المسكين..لكنه لا يستطيع
فهو شخص عادي…
وهو لا يريد لابنه..أن يكون عادياً!
قرأت لك