على مر الزمان
على مر الزمان
ولاء صبري الدسوقي
من قال أن الدنيا تتغير…نحن الذين نتغير..كلما عرفنا سر من أسرارها.. الدنيا كما هي..من خلق ٱدم…نفس الكون…نفس الكوكب…الأرض تدور حول الشمس …
والشمس تشرق كل صباح…الليل والنهار متعاقبان…النجوم تتلألأ..الأطفال يمرحون…نولد…نتزوج…ثم نموت…لا أحد يعلم عمره.. رزقه..إننا طارئون..على الكون…حتى الجسد…لا نملكه..لا شيء..إننا طارئون..عابرون…شيء مؤقت
كلنا نتشارك نفس الٱلام…باختلافات بسيطة..رتوش.. تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص…
المرأة العجوز التي تنتحب على قبر ولدها الشاب…تلتقي..بالشابة الحسناء..التي فقدت صغيرها…
والصغير يبكي أمه..يسأل أباه..بلهجة تثير الشفقة…”بابا .. أين ذهبت ماما؟”..ويجيبه الوالد في أسىً دفين..في السماء….
وينظر الصغير..إلى السماء..فلا يرى أمه..ويسأل الدادة…فتواري بوجهها..وتدمع عيناها..
فلا يفهم شيئاً..سوى أنه لا يجد أمه…وأنها وعدته بأن تقدم له لعبة في يوم ميلاده القادم…وأنه يريد أن يبكي..
كلنا لنا أحزاننا..لنا موتى…كانوا معنا ..يسيرون فوق ذات الأرض..وعندنا أحد ما ..يتألم…ولدينا من يبحث عن عمل…ومن يسعى للزواج…ومن يقرر الرحيل…
كلنا على المسرح…نتبادل الأدوار..ونتشارك الٱلام..والدنيا تمضي ..ونحن ..ينتهي دورنا…فنمضي…ثم تعاني امرأة..ٱلام الوضع…تنجب زهرة للحياة..لتجري عليها سنتها…
ويكبر الطفل..يؤدي دوره…يعاني المتاعب..يعرف الحزن والبكاء ..السعادة والشقاء…يبحث عن عمل…يلعن الدنيا…شاب بمؤهلاته…بلا عمل..ثم يجد عملاً..فيبحث عن زوج..ويلعن الغلاء..ثم ينجب زهرة للحياة…يلقنها نصائحه..يترك لها بعض المال..ثم يرحل…
لكنه ليس كرحيل أجداده..فقد ترك صوراً كثيرة…وتسجيلات صوتية…توثق حياته…ليتذكره ولده أكثر…يترحم عليه..ويشتد به الحزن كلما رٱها..
ثم تبدأ زهرته..تعافر…تريد حظها من الحياة…فيبحث عن عمل..ثم زوج…ثم ينجب الأبناء.. ويتحسر على زمن والده…
فالدنيا كانت بخير..والناس كانوا طيبين … والأسعار..زهيدة..عن هذه الأيام..ثم يمضي…وتعيد الحياة الكرة…إلى متى؟!
إلى أن يعود الجميع من حيث أتى!
على مر الزمان
لا تعليقات بعد على “على مر الزمان”