ذكريات على الشاطئ

ذكريات على الشاطئ
مقالات

ذكريات على الشاطئ
بقلم: هاني متولي

بالقرب من اليم و أنت تقف و نهاية الأمواج تداعب قدميك على الشاطئ ثم تزول عائدة إلى البحر ليحل محلها غيرها و عيناك تشاهد هذا المنظر البديع ثم تحلق بالبصر تنظر إلى السماء الزرقاء حينما تمر بها تلك الجبال البيضاء فتتوارى الشمس خلفها للحظات ثم تعود للظهور كأن أنفاسها كانت محتبسة و إذ بك تلاحظ مرور قارب للصيد يعبر الأمواج و عليه طاقمه في عمل دؤوب يتبع بصرك مرورها حتي تتلاشى بالأفق البعيد و أنت تتمنى أن تكون على متنها ثم تفيق من هذا الحلم و قد غطت الرمال الصفراء قدميك و هنا تتذكر طفولتك عندما كنت تأتي لهذا المكان كل صيف و تلهو بالرمال و ماء البحر بالدلو المشروخ تحمله حيث تلهو فينسكب منه الماء و أنت تهرول مسرعا لتكمل البناء الهش من الرمال المبتلة و الذي أوشك على الانتهاء و ما لبث أن تجمله فتأتي الأمواج تحطمه أمام عينيك بعد عناء من العمل و بالرغم من تحطم البناء إلا و تظهر ابتسامة سعيدة على وجهك فتعيد الكرَّة مرات و مرات دون ملل أو يأس أو نقمة تذكر معي بائع الفريسكا الذي يحمل الحلوى بالصندوق الزجاجي الصغير فتسرع إلى والديك لتتناول النقود و تشتري ما يطيب لك منها و المسموح نوع واحد فقط فيضع البائع الصندوق مرتكزًا على ركبتيه و يأخذ ماسك الحلوى ليقبض به النوع الذي اخترته و يضعه في غلاف من السلوفان الملون و تتوالى العروض على الشاطئ فهذا بائع الذرة المشوي و ذاك بائع الملابس و القباعات و هناك مَنْ يبيع الهدايا المصنوعة من الودع و غيرها من المشغولات التي نحملها هدايا للأقارب و الأصدقاء و الجيران و نقدمها كتذكار لتلك الرحلة البديعة أين الآن هذا الحماس الطفولي البريء؟أين تلك الطاقة التي تفيض؟ كانت ذكريات جميلة يحفها الأمل بالعودة كل عام لنفعل ما سبق فعله بنشاط جديد و بنفس الحماس تلك الأيام الجميلة التي رحلت عنا و ما تبقى منها سوى ذكريات نرويها في السر و العلن و نحن نبتسم و نسعد بها فهي ليست مؤلمة على الإطلاق لم يكن هناك هموم أو أمراض كانت الحياة في ذاك السن الصغير مرح و سعادة كانت الأحلام بسيطة و سرعان ما تتحقق لهذا دائما نتذكر قول الشاعر ليت الشباب يعود يوما و كذلك أيام الطفولة البريئة إن الحياة مسرحية بها فصول مختلفة لا نتوقع كيف تكون أحداثها و لا نستطيع رسم نهايتها و لا ندرك متى تسدل الستار الأمر كله بيد الله عز و جل و إذا كنا لا نحاسب على فصولها الأولى غير أننا نحاسب على باقي الفصول حتى النهاية إن الندم الذي ينتاب كل منا يأتي في النهايات مع الأسف بعد فوات الأوان و ليس أمامك فرصة جديدة لتحيا مرة ثانية فتعيد حساباتك و ترتب أفكارك لأن الحياة هي مسابقة الفرصة الواحدة فيا شباب اليوم و الغد أعيدوا النظر فيما تفعلون قبل أن تمر السنوات و ينقضي العمر و تلاحقكم الهموم و الكدر انظروا إلي تجارب البشر خذوا منها العبرة لعلكم تدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان لا تدعوا كلمات اليأس و التجارب الفاشلة تؤثر فيكم لا تتركوا الأمر للظروف استغلوا الطاقة الإيجابية استعينوا بالله و سيروا على الصراط المستقيم حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا تيقنوا من الكسب الحلال ابتعدوا عن ما حرم الله تذكروا دائما أن الحلال بين و الحرام بين تجنبوا الظلم و القهر تجاه أنفسكم و غيركم اخلصوا النية لله و في العمل و تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.) ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم” . بذلك فقط تشعرون بلذة الحياة و تنعمون بالرضا و القبول.

مصر جايه 

ذكريات على الشاطئ

ذكريات على الشاطئ
مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *