هل نرى المشاعر ؟؟
هل نرى المشاعر ؟؟
أحمد سلامة التهامي
هل يمكننا رؤية المشاعر ؟ هل يمكننا وصف الأحاسيس ؟ هل يمكننا تجسيد العاطفة ؟ تساؤلات يمكن الرد عليها من خلال قراءة قصة أو روايه ،أو سماع مقطوعه موسيقيه ،و تكون أكثر وضوحاً من خلال العمل الدرامي المسرحي أو السينمائي ، و لكن لن تصل إلى البعد الوجداني الذي تمتزج به حاسة السمع بحاسة البصر و تؤدي إلى تدفق المشاعر و وصول البعد الإنساني لذروة الشعور إلا في الموسيقى المصاحبة للصورة أو ما هو مصطلح عليه بالموسيقى التصويرية.و هي عبارة عن الموسيقى المصاحبة للصورة التي يتم عرضها على الشاشة و التي من خلالها يتم التعبير عن هوية العمل الفني والمضمون الذي يريد المسؤول عن العمل “المخرج” في إيصاله للمتلقي ” المشاهد” و ذلك من خلال دمج الصورة مع الصوت .
جريدة مصر جايه
الأمر الذي يسهل من إستثارة المشاهد و الاستحواذ على انتباهه و التأثير العاطفي عليه ، ومن ثم إيصال المعنى أو الرسالة المراده عبر الصياغة النهائية للعمل الفني .
و وجود الموسيقى التصويرية في السينما كان سابقاً لظهور الصوت في الشريط السينمائي ، حيث أن في حقبة الأفلام الصامتة كان دائماً ما يصاحب عرض الفيلم وجود موسيقى مصاحبة للعرض ، و كانت لا تخلو دار عرض من وجود عازف بيانو يرتجل قطعة موسيقية أو حتى وجود جهاز “فونوغراف” مدار عليه موسيقى كلاسيكية .و مع ظهور الصوت في صناعة السينما أثبتت الموسيقى أنها عنصر حيوي مؤثر في تلك الصناعة. حيث بدأ المخرجين باستخدام الموسيقى الأوركستراليه في الأفلام ، ثم تطور الأمر إلى تأليف قطع موسيقية خاصة بكل فيلم . الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى ظهور مهنة المؤلف الموسيقي.
و قد أبدى المؤلفين الموسيقيين البراعة في إستخدام موسيقاهم كأداة إضافية في يد المخرج مدركين متطلبات العمل الفني و ما يريد المخرجين إيصاله للجمهور عبر موسيقاهم .
و من أبرز الذين برعوا في إستخدام عنصر الموسيقى التصويرية المخرج لإنجليزي ” ألفريد هيتشكوك” الذي نجح في التعبير عن مشاعر القلق و الرعب في أفلامه عن طريق موسيقى ” بيرنار هيرمان” في فيلمي “vertigo ” و “phsco” و المخرج الأمريكي “ستيفن سبيلبيرج” الذي أوصل مشاعر الخوف و التوتر من خلال موسيقى “جون ويليامز” في فيلم “jaws” و المخرج الإيطالي ” جوزيبي تورناتوري” حيث نقل لنا مشاعر الحب و الحنين من خلال موسيقى المبدع “إينيو موريكوني” في أفلام “cinema Paradiso”و “the legend of 1900″و “baaria”،والمخرج الإيطالي ” سيرجي ليون” مع ” إينيو موريكوني” في أفلام الغرب المصطلح عليها ب “dollars trilogy”و المخرج “فرانسيس فورد كوبولا”مع الإيطالي”نينو روتا” في the godfather”. مما جعل الموسيقى من عناصر النجاح الأساسية لافلامهم .و لا يمكن إغفال أعمال الألماني” هانز زيمر” مع الإنجليزي “كريستوفر نولان”في أعمال مثل “Dunkirk” و “the dark Knight ” و مع الأمريكي “رون هوارد” في “the da Vinci code “و “inferno” . ولا يمكن أن ننسى التيمات الموسيقية لسلال الأفلام التي ترسخت في عقل و وجدان العديد من الأجيال وأصبحت إشارة للفيلم السينمائي بمجرد سماع الموسيقى مثل “pink panther” التي ألفها الأمريكي ” هنري مانشيني”و بالطبع موسيقى ” James bond” الإنجليزي”جون باري”.
و في عالمنا العربي يوجد العديد من مؤلفين الموسيقى البائعين و لعل أبرزهم “راجح داوود”في فيلم “أرض الخوف ” و ياسر عبدالرحمن في فيلمي ” ناصر ٥٦” و “أيام السادات” و عمر إسماعيل في “واحد من الناس ” .
و في النهاية لابد أن نعرف أن لكل عمل فني موسيقاة التي تعتبر بصمة خاصة له ، و تعبر عن رؤية صانعة و ما يريد إيصاله للمتلقي أو كيف يرينا الإحساس و كيف يرينا المشاعر.