هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي

هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي

هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي
بقلم :ولاء صبري الدسوقي

إن معاني البطولة الحقة تكمن في تلك الشخصيات العادية…التي تبدو دوماً وكأنها في حلبة مصارعة…حيث يحتدم الصراع بين ما تأمل أن يحقق سعادتها…رغائبها وتطلعاتها…وبين ما يفرضه الواقع..قوانين المجتمع …عاداته وتقاليده…

وهناك أيضاً..صراع الإنسان مع قيوده الداخلية…سجن الوهم…حاجز الخوف…ثم صراعه مع الأقدار..بين ما يريد وما قُدر أن يكون..

هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون…لأنهم لا يملكون قوى خارقة تعينهم على مجابهة الحياة ..كما كان البطل في أساطير الإغريق…ولكنهم يتحلون بالصبر ويعتصمون بالأمل في الغد الأفضل…ولا بأس بالكثير من الخيال..إذا ما أظلمت الحياة

وهذه الشخصيات هي التي نجح إبسن في تجسيدها…حيث صور الإنسان كما هو في معركة الحياة بلا مواربة أو تزييف..الإنسان في أثرته وغروره… وأيضاً في ضعفه وانكساره…كما كان حال “هالفارد” في مسرحية “البناء العظيم”

مصر جايه 

أو صورة الإنسان بين الأمل واليأس..بين الحقيقة والخيال…الواقع والمثال…كما في رائعته الخالدة “البطة البرية”

فعظمة إبسن.. تتجسد في أنه لم يصعد بالقاريء كسائر الكتاب إلى عالم المثال..وإنما هبط إليه في عالم الواقع ..ومن ثمّ كان مسرحه انعكاساً لمعاناة الإنسان ذاته..

فهو لا يناقش القيم والمثل وحقائق الحياة بحد ذاتها وإنما يُعنى بما تمثله لشخوص مسرحياته..موقفهم تجاهها… مدى تأثرهم بها… أو بالأحرى مدى انعكاسها على واقعهم…

وهو في كل ذلك لا يدين…بل يناقش..ليعالج… أو على الأقل لتجد شخوصه متنفساً لشكواها…وذلك من خلال الحوار الذهني الذي يجري على لسان أبطاله…الذين يجسدون في الواقع نماذج حقيقية يحتشد معظمها وسط جمهوره المسرحى…

هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي

هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي

رأيان حول “هنريك إبسن _رائد المسرح الواقعي

  1. تنبيه: العروس
  2. تنبيه: مسار إجباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *