حكاية من دفتر الزمان
حكاية من دفتر الزمان
بقلم: ولاء صبري الدسوقي
افترشت الأرض…وتوسدت إحدى ذراعيها…وغفت قليلاً…وقد مدت أمامها… صندوقاً كرتونياً..به بضعة أكياس للمناديل الورقية…وأمشاط بلاستيكية..وأدوات أخرى…ثم انتبهت…لمرٱي…أمامها..أقلب بضاعتها…بغية الشراء..
هي عجوز طاعنة في السن…لم تجُدْ عليها الحياة..بمال يكفيها الكد في مثل هذا العمر
لكنها ..رغم ذلك…محال.. أن تأخذ منك نقوداً تزيد ولو قليلاً عن الثمن المطلوب…فهي تحكي .. لك في فخر ممزوج بأسى…إنها لا تشحذ القوت..وإنما تعمل وتكسب لقمة العيش بعرق الجبين…
أمّا عن المبيت على الأرصفة…فذلك…لأن ولدها …الذي طلعت به من الدنيا”الله يحفظه ويسامحه..خايفة عليه من نفسه”
على حد قولها
قد طردها من الغرفة..التي كانت تؤويهما معاً..ليتزوج بها..
“ثم خاطر يجول في رأسي..مقاطعاً إنصاتي برهة.. حقاً كما قيل…إنَّ الفقر ليس عيباً..بل جريمة..لكن لا حيلة للفقراء بها..فهم ضحاياها”
….وهي لا تستطيع … أن تدبر ثمن أخرى…فقد كانت …منحة سخية…وهبها إياها أحد المحسنين”…
وهي في كل ذلك..لا يفتأ لسانها..يلهج بالحمد..فنعمه لا تُحصى..والٱخرة خير وأبقى
ثم لا تلبث.. أن تدعو لك بالعمر الطويل “العمر الطويل ليكي يا بنتي..الله يبختلك العيش”…
فلا أملك…سوى أن أدعو لها بالمثل..وأمضي…في طريقي…
وقد احتضنت المناديل الورقية…مواساةً لصاحبتها!
حكاية من دفتر الزمان