حكمت المحكمة
حكمت المحكمة
بقلم.. شكري المشد
ليس خفيا على أحد أننا نتعامل مع أدوات العصر حاليا من برامج التواصل الاجتماعي المعروف اصطلاحا بالسوشيال ميديا ، فمن منا لا يستخدم أشهر البرامج أو على الأقل برنامج أو اثنين من هذه المنصات ..
لكن دعنا ننظر لهذه البرامج من منظور آخر ، هذه البرامج و التطبيقات لها قوانين و سياسات ، ممكن أن تكون مرنة أحيانا ، و لكن لا أحد ينكر أنها موجودة بالفعل ، فمن نشر صورة معينة أو تكلم بشكل سيء عن بعض الأمور المحرمة لدى هذه البرامج ، يتم حذف او ايقاف المحتوى ، و هذا قرار طبعا صادر سواء من دولة الفيسبوك او دولة انستجرام او دولة الواتساب او غيرها ، و بالطبع لهم كامل الحرية، في تواجدك في هذه الدولة السوشيالية ام طردتك منها نهائيا
و لعل أشهر المواقف ..
أنه تم حظر رئيس اكبر دولة في العالم ، الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقتها ، من منصة الفيسبوك و تويتر ، و قطع التواصل نهائيا معه و مع جمهوره
و الموقف الثاني هو عند الحديث عن الحرب في غزة و مجازر الكيان المحتل ، اكتفى الفيسبوك بحجب المحتوى ، دون معاقبة كاتب المحتوى !! ، ليست رحمة منه بل لكثرة المتضامنين مع القضية
هذان الموقفان الاشهر لدى الدول السوشيالية ، الفيسبوك كمثال ، يجعلنا نقول اننا لسنا في كامل الحرية على هذه المنصات ، بل من الممكن ان أواجه عقوبة الحذف او الحظر !!
و الآن مع تزايد استخدامنا لهذه المنصات و اعتمادنا المتزايد يوما بعد يوم ، ترى ماذا لو حكمت المحكمة في هذه الدول الإلكترونية السوشيالية على اي شخص منا ، بل الادهى ماذا يحدث لو توقف تدفق المال على مشاهير دولة التيكتوك مثلا او غيرها ، فالنتيجة الطبيعية انه سيحدث حالات انتحار و هلع شديد من شخص عاش في اوهام الدولة الإلكترونية الذي يحصّل أموالا ضخمة يوميا ، و فاجئة ينزل على ارض الواقع و يكتشف ان قيمته لا تسوى غير عدد المشاهدات و فقط !!
و لعل السؤال البديهي
ماذا يحدث ان تم قطع اتصاله بالآخرين لسبب ما !؟
بالطبع نحن في عصر التواصل السريع ، و هذه البرامج و المنصات أصبحت مهمة في حياتنا لكن انتبهوا ايها السادة ، اتركوا مساحة للتواصل الطبيعي الزيارات العادية و العائلية ، التواصل الفعلي ، السؤال الصوتي على الأقل بالتليفون ، نقلل ساعات استهلاكنا لهذه المنصات ، لا نربط بها حياتنا بشكل كامل ،
ارفعوا رؤسكم من شاشات الهواتف الذكية قليلا ،
و إلا ماذا ستفعل إذن ، إذا حكمت المحكمة !!؟