الفضاء الافتراضي والأدب الرقمي
بقلم خالد الحديدي
يُعد الفضاء الافتراضي في مجتمعات ما بعد الحداثة المناخ الأفضل لعملية التفاعل اليومي بين الأفراد والمجتمعات بحكم ما يتميز به هذا الفضاء من خاصيات المرونة والانفتاح والتنوع و آنية التفاعل.
فتواجد الفاعل الاجتماعي بصفة يومية في المنصات الالكترونية والشبكات الاجتماعية بشكل هائل ودائم يدل على أهمية الفضاء الافتراضي الذي أصبح يعتبر مسرح التفاعلات، تحـــــــاك فيه الادوار بمختلف أشكــالها وأبطــالها .
هنا تتأكد أهمية الفضاء كمجال لإثراء ثقافة التفاعل والتواصل ويسمح باستعراض قدرات الفاعل الاجتماعي في تكوين رأسمال اجتماعي.
فقد ساعد تطور تكنولوجيات الاتصال من تدعيم تواجد الفرد في هذا الفضاء بمختلف أشكاله سواء ان كانت منصات الكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي او مواقع بتعدد أشكالها.
وللتكنولوجيا الحديثة تأثير واضح وكبير على الباحثين اليوم، سواء من خلال الحياة العلمية أم العملية، إذ تتخذ جلّ الأنشطة
والبحوث والدراسات من التقنيات التكنولوجية منطلقاً لها للتطور، الذي أصبحت بموجبه ثقافة جديدة في هذا العصر، وهو ما عرف
بالثقافة الرقمية، حيث دخلت إلى منظومتنا الأدبية واللغوية مصطلحات جديدة فرضها عصر التكنولوجيا لاسيما الأدب الرقمي
الذي يعد إنتاج النص الأدبي عبر توظيف تقنية الآلة، أي الوسائط التكنولوجية التي مست الشعر والنثر على السواء.
الدراسات العالمية والمحلية العديد من التحديات التي أثمرت عينة من المتغيرات، سـواء تعلـق الأمـر بالطابع الشكلي، أم بالطابع المضموني وموضوعها؛ حيث سمحت هذه المتغيرات بظهور مفاهيم جديـدة فـي مجال إبداع الأدب، الذي يسعى إلى تحقيق هدف البقاء والاستمرار في عالم التطور التكنولوجي والوسائط الآلية وبالتالي مواكبة العصر واحترام أولوياته.
إذ نعيش اليوم في عصر العولمة (القرية الصغيرة) والذي يدفعنا كرهاً وطواعيةً لمعرفة وإدراك أسرار وتقنيات
ومضامين هذا التطور التكنولوجي الهائل، فقد لا نبتعد كثيراً إن اتخذنا من الإنترنت دليلاً جازماً على حقيقة هذا التطور العلمي العالمي بوصفها الأداة التي جعلت من العالم قرية كونية صغيرة كمـا هـو
معروف، فقد شهد العالم تحولات جذرية مست مختلف الميادين؛ اجتماعية اقتصادية، سياسية، وثقافية….عبر ما عُـرف
بالثورة الصناعية، التي دفعت بالدول اتخاذ طريقها نحو التطور والتكنولوجيا، حيث تمكّنت الثورة الصناعية من تغطية
معظم دول العالم؛ غير أن ذلك كان بنسب متفاوتة، فإن خصصنا الحديث عن دول العالم العربي سـنجد تـأخرا كبيـرا
مقارنة بالعالم الغربي المتقدم، لكن ثمة محاولات جدية لمواكبة العصر التقني، والسير نحو التقدم التكنولوجي.
وقد طرحنا تساؤلا هاما ألا وهو:
إلى أي مدى يمكن أن تسـاهم تقنيـات العصر التكنولوجي في تحسين وتطوير وتفعيل الأدب العربي؟
وكانت هذه إجابات كتابنا:
-
الكتاب الرقمي حل أزمة ارتفاع تكاليف الطباعة
د. أمل درويش
مع بداية الألفية الثالثة قفز العالم عدة قفزات متتالية في مجال الأبحاث وتطبيق التقنيات الحديثة
وأصبحنا نعيش في عالم يختلف كثيرًا عما سبق، ومع كل عام تقريبًا نشهد الكثير من التطورات التي تتطلب منا مواكبتها كي لا نتسم بالجمود والتأخر..
وقد أرخت هذه التكنولوچيا بظلالها على كل المجالات، ومنها الأدب..
وقد تأخر العرب حتى استطاعوا مواكبة هذه التطورات، ولكن أن تأتي متأخرًا أفضل بلا شك من ألا تأتي أبدًا..
فقد بدأ مستخدمي برامج التواصل من استغلال هذه الفرصة لنشر مواهبهم، كما لجأ المبدعون لنشر أعمالهم فيها، وخاصة بعدما التمسوه من تراجع مبيعات الكتب، وانصراف الناس عن القراءة،،،
فأصبح من الضروري تقديم هذه الأعمال الأدبية لهم في صورة أقرب لاهتماماتهم، ومن خلال هذه البرامج..
وبالفعل ساهمت هذه البرامج في وصول الكثير من الهواة الذين لم يكن من السهل عليهم الوصول إلى دور النشرأو تحمل تكاليف طبع أعمالهم..
وهكذا ظهر الكتاب الرقمي، وظهرت تطبيقات القراءة الالكترونية، إضافة لبرامج التواصل..
-
دور التكنولوجيا في الحفاظ على تفعيل موروثات الأدب العربي .
حامد أبوعمرة
لم تساهم التكنولوجيا في تطوير وتفعيل الادب العربي فحسب بل أحدثت طفرة نوعية في كل مناحي حياتنا ،وعلى صعيد الادب العربي اصبح القراء العرب عن طريق الانترنت قادرين على الاطلاع والبحث على كافة الآداب الإنسانية عبر التاريخ من خلال القراءة الالكترونية وكذلك سهولة البحث في المراجع عبر ادخال عناوين الكتب من خلال مايعرف بالشبكة العنكبوتية ، فكان هناك ترابط فكري يجمع مابين القديم والحديث وبعدما كان القاريء يبذل مجهودات كبيرة ومشقة في البحث عن مواضيع معينة وذلك في أمهات الكتب عبر المكتبات العامة ،أو عبر بائعي الكتب القديمة ، او دور النشر ورغم التكلفة كذلك لمبيعات تلك الكتب الأدبية ،وكثيرا ما لا يمكن توافر تلك الكتب الأدبية ، وهناك وكانت المشكلة التي واجهتنا وكانت ستبقى قائمة هي أن الكتب بمرور الأيام يصيبها حالة من الاصفرار مما يؤدي إلى وصولها لمرحلة تصبح بالية غير واضحة المعالم فتدفن في التراب ،وكذلك فقدان تلك الكتب أو الاعمال الأدبية عبر السرقات او الحوادث كما حدث من كوارث مضت ادت لفقدان العديد من التراث الأدبي العربي كما حدث في حريق مكتبة الإسكندرية أو كالذي حدث عندما تعرضت خزانة الكتب في بغداد لحريق مروع عام 1225 م أسفر عن حرق أكثر من عشرة آلاف مجلد وأربعمائة من نفائس العلوم في شتى المجالات، وبعد قرابة 90 عامًا من تلك الواقعة، وقع حريق البصرة فأطاح بدار الكتب الشهيرة التي أنشأها عضد الدولة وكانت أول دار كتب أُنشئت في الإسلام.
لذلك كان من أهم انجازات التكنولوجيا هي الحفاظ على الموروثات الثقافية والأدبية من الاندثار ،وفي نفس الوقت يسرت بدائل اخرى ناجحة في توفير كل ما يتعلق بالأدب العربي عبر تحويل التدوين من كتب ورقية إلى كتب إلكترونية عبر ملفات يتم حفظها ولها مرجعية ثابتة سواء كانت تلك الملفات مسموعة أو مقروءة وكذلك سهولة توفير تلك الكتب عبر الانترنت بدون تكلفة مادية أي بصورة مجانية، و في اي وقت واي مكان ينتقل اليه الانسان دون التقيد باقتناء الكتب عبر حقائب السفر أو غيرها ،ساعدت التقنية الحديثة على توفير كتب الأدب لدى الجماهير العربية او الاجنبية خاصة بعد ترجمة العديد من الأعمال الأدبية إلى اللغات الأخرى فأحدثت حالة من الانسجام الثقافي والتبادل الفكري بين الادب العربي والادب الغربي ، كما أسهمت تلك التقنية في الحفاظ على أصول الأدب وخلق قاعدة جماهيرية كبيرة لكل المهتمين بالأدب العربي وتطوراته .
-
قطعت الأرحام واختفت المشاعر الطيبة
محمد عبدالمجيد خضر
صحيح أن التكنولوجيا أفادت الأدب والإبداع الأدبي والفني بلا شك وحسب ما قدمه زملائي آنفا.. لكن من تحفظاتي الكثيرة على التقدم التكنولوجي انه بقدر ما هو نعمة كبيرة وعظيمة الا ان الإنسان حوله لنقمة لا حد لها على سبيل المثال أنشتاين لو علم أن اكتشافه الجاذبية وكذلك القوة النووية ستكون سببا في هلاك البشرية وكل أسباب الحياة لما نشر اكتشافه ولما شعر بالفخر.
التكنولوجيا طورت الاسلحة والطائرات والدبابات والأشعة كي يقتل البشر بعضهم بعضا وبكميات كبيرة ويحرصون على التطوير أكثر لكي يقتلوا البشر ويحافظوا على المباني ومنجزات البشر أنفسهم من مباني ومعدات مصاحبة ومساعدة للحياة.
في علوم الطب استخدموا التكنولوجيا لزراعة وتبديل الاعضاء لتظهر عصابات الاتجار بالاعضاء وخطف الأطفال والكبار لاستخدامهم قطع غيار بلا إحساس وفقدوا بشريتهم وفضلوا الدولارات
فيما يخص المعامل البيولوجية التي من المفترض ان تبذل اقصى جهد لإنقاذ الانسان من الأمراض والاوبئة اصبحت وبالا على البشرية جمعاء فتصنع وتنشر اوبئة فتاكة تمحو البشر .
تقدموا جدا في التكنولوجيا بحيث يستطيعون التحكم في المطر وسحب السحب من بلاد الى بلاد للاستفادة من الامطار وتغيير المناخ أيضا التلاعب بالقشرة الأرضية وامكانية خلخلة الأرض في اي مكان يريدون لخلق زلازل فتاكة مدمرة لا تراعي البشر بل تقتل بلا رحمة.
التكنولوجيا قطعت الأرحام وحولت تواصل العائلات والاسر من خلالا اجهزة بلا إحساس ولا رحمة حقيقية ومحبة افتقدناها فماتت قلوبنا وأصبحت صخرا وتعلمنا استخدام الكلمات المنمقة دونما مشاعر حقيقية واتجه كم ليس بالقليل الى العزلة والاكتفاء بالمبايل في إتصاله بالعالم المحيط .
الأمثال كثيرة جدًا لا تحصى ، قتل الانسان ما اكفره ينعم الله عليه بالعلم والمعرفة فيستخدمها لفنائه وعذابه وفقدانه لكل ماهو جميل وكل ما يجمع بين البشر ليتعاونوا من اجل الخير والرفاهية والعبادة والتقرب الى الله فانظروا اخواني الى كل بقاع الأرض هل هناك اي ارض لم ينالها الخراب والحروب والتهديدات النووية بالفناء البشر يتقاتلون من أجل السيادة والحكم فهل ضمنوا الحياة ليوم آخر!!!؟؟؟