شتات أفكار : محمد فتحي شعبان
شتات أفكار
بقلم : محمد فتحي شعبان
أحيانا تدور بعض الأفكار في رأسي ، ترد ثم تصدر لتحل أخري محلها ، البعض يبقي عالقا لا يفارق رأسي ، لكن كل يترك أثره لا بد ، سيرتفع صوت رأسي قليلا .
* المساواة : أحد المصطلحات والمفاهيم الغربية وهو أحد مبادئ الثورة الفرنسية ( الحرية – الإخاء – المساواة ) ،كلمة من الكلمات البراقة التي لا يدرك الكثير معناها ولا يفكر فيما ترمي إليه ، فيقول البعض الإسلام دين المساواة وقد أخطأ فالإسلام دين العدل وليس دين المساواة فقد أمر الله بالعدل ولم يأمر بالمساواة ، وأمر بالحكم بالعدل ولم يأمر أن يحكم الناس بالمساواة ، فكيف نسوي بين متفاضلين أو نفاضل بين متساويين ، والعدل أن تضع كل شىء موضعه وتزن كل شىء بميزانه ، فليس المؤمن كالمجرم ولا يستوي الذين يعلمون مع الذين لا يعلمون ولا يستوي الاعمي ولا البصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور ، و للذكر مثل حظ الأنثيين وأحيانا ترث الانثي أكثر من الذكر ، لذا كان العدل ميزان السماوات والأرض وقد أمر الله به في أكثر من موضع وهو من أسمائه وصفاته ، فالمساواة مصطلح اخترعوه ليكون مسوغ للظلم والجور فليست المساواة دوما عدل ، وقد كان مدخلا لأمور عظام فأرادوا المساواة بين الرجل والمرأة في كل شىء وقد اختص الله المرأة بأمور و اختص الرجل بأمور ، فيها ما تكون المساواة عدل وفيها ما تكون المساواة ظلم ، إذا كان الحكم بينهم بالعدل وليست المساواة ، فالعاقل يعلم أن الإسلام دين العدل وليس دين المساواة.
* الرضا : الرضا مقام أعظم من الصبر فالبعض يصبر و يتجلد لأنه ليس هناك غير ذلك ، ليس في إمكانه إلا الصبر ، قلبه ليس براض ، وقد يقرن الصبر شعور بالألم أما الرضا فلا ، لأن العبد إذا وصل إلي مقام الرضا فسيكون ما قدره الله له أحب إليه ما تشتهيه نفسه ، فهو ينظر إلي الجزاء فيري عظمه فترضى نفسه ويطمئن قلبه فيشعر بلذة الرضا عن مقدور الله فيحب ما قدره الله ، لذا كان مقام الرضا أعظم من مقام الصبر .
* ربنا عرفوه بالعقل : هذه العبارة تثير غيظى ، فكيف عرفوا الله بالعقل وهناك من هو حاصل علي اعلي الدرجات العلمية وهو يعبد بقرة أو صنما أو حجرا ، كيف وهناك من هو ملحد ويقولون له يا دكتور فلان ، كيف وهناك من ينكر وجود الله ويعده الناس من اعقل العقلاء ، إذن لم يعرف الله بالعقل وإنما ارسل رسلا و انزل كتبا و أوحي وحيا فعرف الناس ربهم وإلههم عن طريق الرسل و الوحي ، ولم يعرفوه بالعقل ، نعم هنا إستدلالات عقلية وآيات تدل علي وجوده ، ولكن لم يعرفه الناس عن طريق العقل بعيدا عن الوحي .
* الإخاء …النزعة الإنسانية : من مبادئ الثورة الفرنسية كما ذكرت ( الحرية – الإخاء – المساواة ) ، لكن ماذا تعني بالنسبة لهم تلك المفاهيم ، فهم لا صلة لهم بها ، فهم دعاة التفرقة العنصرية ، و ناهبي خيرات الشعوب ، فجروا الحروب التي شملت العالم وقتلت الملايين .
النزعة الإنسانية هي اتجاه فكري عام تشترك فيه العديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية ، ظهرت في عصر النهضة وتسمي بالعالمية أو الأممية ، وتدعو إلي أن الدين أمر شخصي بين الله وبين الإنسان وأنه لا بد من دين موحد للبشرية وذلك بعد إسقاط كل الأديان .
هذا تعريفها إذن هي مذهب أو فكرة تدعو إلي محو الدين من حياتنا وتقوم بتمييع العقيدة وهذا مما لا يتفق مع عقيدتنا ولكم الرجوع إلي الآيات والأحاديث الواردة في الأخوة وفي الولاء والبراء .
* الإنسان أصله قرد : هذا هو ما توصلت إليه نظرية التطور و النشوء لدارون ، إذ أنه توصل أن بداية خلق الإنسان كانت خلية ثم تطور إلي أن وصل إلي قرد ثم هناك حلقة مفقودة بين القرد والإنسان ، هذا طبعا هرطقة ، كيف له أن يقول ذلك والعجب أن يتبعه علي رأيه أناس كثر حتي أصبح الكثير منا يردد عبارته أن الإنسان أصله قرد ، أما مرت عليهم مراحل خلق الإنسان في القرءان ألم يقرأوا قوله سبحانه ( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ) ، إذن كيف يردد عاقل تلك المقولة
* هناك إله : كتاب لأنتوني فلو ، الذي كان يصنف علي أنه أشرس ملحد في العالم ، ما زلت اقرأ في مقدمة الكتاب ، ولكن ما رأيته أنهم يحتفلون بأن هذا الملحد أقر بأن هناك صانع للكون، وذلك في عام ٢٠٠٤ ، فقط هو أقر بأن هناك صانع أو إله ولكنه لم يتبع دين ما ، ولم يبين من هو ذلك الإله أو الصانع .
* تبشير (تنصير ) المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها .
القس صموئيل زويمر في كتابه العالم الإسلامي اليوم .
* إنكم أعددتم نشأ لا يعرف الصلة بالله ، ولا يريد أن يعرفها ، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه المسيحية ، وبالتالي فقد جاء النشئ طبقا لما أراد الإستعمار
لا يهتم لعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل .
القس صموئيل زويمر مؤتمر القدس التنصيري 1935.
* لقد وجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصاري.
بول هاريسون كتاب الطبيب في بلاد العرب
هذه الكلمات مرت أمام عيني في كتاب موسوعة الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ، لم تكن هذه هي المرة الأولي التي أقرأ فيها تلك الكلمات ولكن كانت في كتب أخري,أيضا هذه المرة جعلت الكلمات تدور في ذهني كثيرا ….وتساؤلات كثيرة …لقد نجحوا بالفعل وهذا نراه واقعا ….شباب وشيبة لا صلة لهم بالله ولا بالإسلام ، رأيت الكثير لا يحسن الصلاة وليسوا شبابا بل شيبة هذا إن صلوا فالكثير لا يصلون ، رأيت الكثير عقيدتهم خربة ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، حقيقة وواقع نحيا فيه ، بل إن البعض يحارب و يجالد أصحاب المنهج الصحيح دفاعا عن الباطل الذي يعتقده ، رأيت البعض يشعر بالخزي لأنه مسلم ، البعض يشعر بالحرج إذا حدثه أحد عن بعض أمور الإسلام ، البعض لا يعرف معني لا إله إلا الله….محمدا رسول الله و….ستري الكثير والكثير ، أمور من الباطل اختلطت بالحق ولا احد يفرق بين هذا وذاك .
لقد أرادوا في البداية تحويل المسلم من ملة إلي ملة ولكن لم يكن ليكفيهم هذا ، فأرادوا خروجه من الإسلام فقط ليكون بعد ذلك بلا أي ملة ، إذا نظرنا حولنا و قرأنا تلك الأحداث التي نمر بها ستدرك تماما مدي الخطر الذي نحن عليه .
تجد الآن من يدافع عن مناهجهم ومذاهبهم بل ويعتقد صحة ما هم عليه ، يدافعون عن العلمانية والليبرالية وكل ما هم عليه من وجودية وداروينية ، يرون أن كل ما اتي به الغرب صحيح بلا تفكر ولا تدبر ، لن أكثر الحديث فالكل يشاهد والكل يرى ولكن لا احد يتدبر و يتفكر في مجريات الأحداث .
* نظرية التطور : ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859 لتشارلز دارون الذي يركز علي قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب ، وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها ، وهذه النظرية أدت إلي إنهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد.
* تحدثت عنها قبل ذلك
تدبر …تفكر …هذا بعض نتاجهم العقلي هذا النظرية أدت إلي إحداث قلاقل في عالم الفكر الإنساني ، بل إنك تجد إلي الآن بعض المسلمين يردد تلك الكلمات ( الإنسان أصله قرد ) ولو أنه قرأ القرءان أو إن كان قرأ تدبر لعلم باطل تلك النظرية وباطل ما يردده من كلمات ولكن ….للأسف لا صلة له بكتاب الله فلم يدرك خطأ ما هو عليه .
لقد نجحوا ولكن مازال معنا الأساس الذي نعيد البناء عليه و الترياق الذي يشفي سقم القلوب ،والأكسير الذي يعيد الحياة إلي الجسد الساكن .
لعلكم بخير .