هناك إله الحلقة العاشرة
هناك إله
الحلقة العاشرة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، محمدا بن عبد الله وعلي آله وصحبه الغر الميامين الذين أقاموا صرح هذا الدين ، و فدوه يالغالي و الثمين فكانوا مصابيح الدنيا و قادوا و سادوا ، فكانوا قادة الخير و نورا للشرق والغرب ..
أما بعد :
فما زال الحديث موصولا عن الإلحاد وأهله ، وهو أمر باطل بين بطلانه لا يحتاج إلي دليل علي بطلانه ولكن ماذا نفعل أو ماذا نقول لمن عميت بصيرته وطمس نور قلبه فصار يتخبط في ظلمات الباطل .
من ينكر وجود خالق لهذا الكون بما فيه فهو ينكر البديهيات ، لأن من البديهي أن لكل صنعة صانع ولكل سبب مسبب فما هي البديهيات
البديهة : هي أول المعارف العقلية ، و البديهة من كل شىء أوله ، فالعلوم المسماة بالمبادئ الفطرية هي أول معارف العقل ولذا سميت بديهيات و لتلك البديهيات الأحكام التالية :
١- أنها مطلقة تلقائية ، غير مكتسبة ولا مستنبطة .
٢- أنها سابقة للحس والتجربة
٣- أن ما ثبت بها يقيني قطعي بدهي ، ولا يشك فيها إلا متحامق
٤- أنه لا يطلب عليها دليل ، إذ إليها المرجع عند الأستدلال.
العلم الذي يحصل للإنسان إما بدهي فطري أو كسبي ، ويستدل بالبدهي الفطري علي الكسبي النظري والعكس محال فلا يستدل بالكسبي النظري علي العلوم البدهية الأولية الفطرية ، فهي أمور لا إرادية والإنسان يجد نفسه مقهورة بالعلم بها وبتصديقها .
و البديهيات يمكن وصفها بأنها قوانين تعصم العقل من الخطأ ، وحصول المعرفة مستحيل بدونها ، فالمعرفة تستحيل إذا وكلت إلي الإدراك الحسي وحده ، لأن الإدراك الحسي والتجربة إنما يخبراننا بما يتعلق بحالة واحدة من أحوال الشئ ، ولا يستطيع الحس أن يتناول كل الأحوال ، وإن ما يظهر للعقل بواسطة الحواس إنما هو مظهر الأشياء الخارجي فقط ولا يمكن للحواس إصدار أحكام معرفية إلا بعد معاونة العقل من قياسات عقلية و تجميع أحوال الشئ وصفاته ، والفرق بين أحوال ذلك الشئ وصفاته وبين الأشياء الأخري وغير ذلك ، فالحس بمفرده لا ينتج معرفة .
مجلة مستقبل مصر
من أمثلة تلك البديهيات :
١- بديهية عدم التناقض : وهي استحالة الجمع بين النقيضين ، أو ارتفاعهما في شىء واحد ووقت واحد .
٢- بديهية العلة و السببية : ومعناها أن لكل سبب مسبب ولكل فعل فاعل
٣- بديهية الذاتية : و هي أن كل شىء هو نفسه وذاته
هل يمكن التشكيك في هذه البديهيات ؟….
ومازال للحديث بقية
المرجع…براهين في مواجهة الملحدين ..أحمد ناجي السعيد
بقلم : محمد فتحي شعبان