شيء من الخوف

شيء من الخوف
مقالة بقلم:ولاء صبري الدسوقي

شيء من الخوف
بقلم:ولاء صبري الدسوقي

وكان خوف الأشباح…أول معرفة لنا بذلك الشعور..الذي سيلازمنا طوال حياتنا…

القيد الذي سيشدنا إلى الأسفل..

من منا لم يخش العفريت…ولم تتملكه حالة ذعر…من حديث النسوة العجائز…عندما ينقطع التيار
الكهربائي…عن الفتاة..

التي وجدوها جالسة…على السلم…في ليلة العيد…عندما كانوا ينظفونه في وقت متأخر…

أو تلك التي كانت تهز الأشجار هزاً عنيفاً مدوياً ..وتراها عندما تنظر لضوء القمر…جالسة بين الأغصان

ويظل حديث النسوة يلازمنا… زمناً غير يسير..فنحرص على التدثر بالغطاء…من الرأس…حتى أخمص القدمين…في ليالي أغسطس الحارة

خوفاً من أن يرى العفريت…قدمك…فيضربها

من منا لم تلازمه تلك الأساطير؟!

ولربما لم يتخلص البعض من مخاوفها حتى الٱن…كلما انفرد بنفسه…في البيت..بعد ذهاب أهله؟!

لكن المؤسف حقاً..أننا قد حرصنا ..على أن نصنع أشباحاً جديدة…نخشاها…بعدما أذهب النضج…بتلك المخاوف الطفولية

فهناك خوف التغيير…ورهبة الٱخرين…الأفضل ألا نحاول

ألا تخشى أن ترتطم في الجدار؟!
أو السقوط في الماء…ومديرك…وزملاؤك..الجميع سيسخر منك…

لا داع..لا تكن أنت الشعرة البيضاء.. في الثور الأسود

كن كالبقية…حتى تحيا في سلام
لست تستطيع المواجهة…الأفضل.. أن تطيع..لا تُعمل عقلك

ما الداع ؟!
ذره مستريحاً…إن كثرة الفكر ..تجلب الهموم

ماذا في التليفزيون اليوم ؟!
مسرحية رائعة…ماذا؟!
رأيتها العام الماضي
لا بأس…سأتذكر الأحداث… حتماً نسيت بعضها

سأقتل الوقت
ماذا سقراط ؟!

لم قذف إلى رأسي؟!
التفكير؟!

التفكير سيجر المتاعب…والقراءة…ستعزلني عن الواقع…

سأقبل الواقع كما هو…ما فائدة المحاولة…إن كان الموت نهاية كل حي؟!

هي أحوالها معوجة…ولن ينصلح أمرها
فلم أحوز سخط الٱخرين؟!

الٱخرة؟!
إنني أصلي..وأصوم..حسبي الفرائض

من رأى منكم منكراً؟!
حسبي قلبي

الله شاهد…أشياء كثيرة لا تعجبني ..لست أستطيع أن أقول لا

لكن القلب مؤمن…بل عامر بالإيمان…والرب رب قلوب

ههههه…إن الجمهور يضحك في المسرحية
لا شيء سوى هذا

سأضحك مثلهم…وهم ماذا صنعوا؟!
..لا شيء…
لطالما حملوا الهموم…هل أعفاهم ذلك من الموت؟!

كلا حتى الممثلون…قد ذهبوا

لكن…لم هذه التعاسة…في أعماق نفسي؟!

إن لدي جواباً لكل شيء..لكنني لست سعيداً…لعلني لم أصدق نفسي

أجل إني واهم ..ليس الفكر هو الذي يجلب الهموم…ولكنه

الفراغ
الروتين
الملل

أن أمضي بلا هدف…وأحيا حياة..لا تنتسب للإنسان..قلها أتخشى؟!…

“كالحيوان”

لك الكلأ والمرعى…والصنيع..لا شيء

أنت تُساق ..وتأخذ راتبك…غير منقوص
وتنتظر الحوافز…والإجازات …بل حتى في العمل..تتعجل موعد الذهاب

لكن إلى أين؟!
وحتام تهرب؟!

أأكون حقاً مطالب بالتغيير
لكن… من أين أبدأ؟!
وأي شيء أصلح؟!

تلك الٱية التي تلاها شيخ الجامع
في صلاة الجمعة…
اقرأ…لكن ماذا أقرأ

سأجرب أي كتاب…أريد كتاباً..على الأقل
يذهب حالة الملل
سأبحث عن كتب لقتل الملل

ماذا؟!
ذاك الكتاب
وداعاً أيها الملل!

شيء من الخوف

شيء من الخوف
مقالة
بقلم:ولاء صبري الدسوقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *