يوميات من سوق زينب الحلقة العاشرة

يوميات من سوق زينب
الحلقة العاشرة
بقلم : محمد فتحى شعبان
رباب بنت الحاج حسن الطيب
لا أدري لما اطلق علي ابي اسم رباب ، علي كل حال لم يعد للأمر قيمة ، عادتنا الصباحية هي هي لا تغيير ، أشعر بالملل لا رغبة لي في شىء ، لم اخرج من البيت منذ عدة أيام حتي أني لم أذهب إلي الجامعة ، فى مساء أمس أخبرني أبى أن الشيخ عاشق يريد خطبتي ، وأنه سيأتي اليوم هو وأبيه وأمه ، لا أدري ليس هناك شعور محدد تجاهه هو مجرد جار وإمام المسجد ، أمي أيضا لم تحدثني ولم تتناقش معى فى هذا الأمر .
أذهب إلي النافذة المغلقة و افتحها أنظر إلي ما يجرى فى السوق ، أول ما لفت انتباهي عم نصري وصوته المرتفع وهو ينادى ( سجاير …سجاير …سجاير ) انتبه أنها يكررها ثلاث مرات دوما ، علي بغدادي يجلس أمام المخبز يتابع الرائحة و الغادية ، زينب عجمي واختها نعمة العمشة تتحدث معها يرتفع صوتها …اسمعها تنطق اسم بنتها ميادة ، يتجه متولى إليهما كي يهدأ الموقف ، اسمع صوت أمي تنادي … اترك النافذة واتجه إليها .

محمد فتحي يكتب.. يوميات من سوق زينب
محمد فتحي يكتب.. يوميات من سوق زينب

جريدة مصر جايه

تحدثني في أمر الشيخ عاشق تسألني ما رأيك في الأمر ، لكن لا يجيب سوي صمتي ، تعيد السؤال فأخبرها أنه لا شىء محدد في داخلي ناحيته ، تصمت هي ثم تخبرني أنها ستبدأ في تجهيز البيت بعد العصر ، و تسألني إن كنت سأذهب إلي الجامعة اليوم ، أخبرها أني لن أذهب ، أعود إلي النافذة مرة أخري ، علي الأفندي يقف أمام السوبر ماركت ، يلقي نظرات تجاه نافذة بيتنا ، تلتقى عينه بعيني …أعود إلي داخل البيت ، امسك بالرواية التي اتي بها رفيع إلي من أستاذ فاتح ، كان عنوان الرواية شآبيب للدكتور أحمد خالد توفيق ، حلقت مع الرواية قليلا ، ثم سمعت صوت هشام اخي يطلب الإفطار من أمي ، يعلو صوت أمي اعتراضا علي طريقة طلبه .

أعود إلي الرواية اقرأ قليلا ثم أعود إلي النافذة ، السوق …احلق قليلا مع خيالاتى تخيلت نفسي مكان زينب ، ارتدي عباءتها الملتصقة بجسدها ، فتحة الصدر و….يرتفع صوت أمي مرة أخري لكن استمر في الوقوف خلف النافذة ، سوسن بائعة الجوارب تدور بالسوق تحمل فوق كتفها حقيبة الجوارب وهي تنادي ( شرابات …شرابات ..شرابات ) تكررها ثلاث مرات مثل عم نصري اضحك في نفسي هل هناك رابط بينهما ، مسعود صاحب مطعم الفول والفلافل يذهب إلي المقهي ، يغيب قليلا ثم يظهر مرة أخري ، تنادي امي …أجيب تطلب مني مساعدتها …أغلق النافذة و أذهب إليها …

يوميات من سوق زينب
يوميات من سوق زينب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *