قرأت لك الحلقة : الثالثة عشر
قرأت لك الحلقة : الثالثة عشر
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع ، بارك الله لكم في أولادكم ، ورزقكم كل خير وصرف عنكم كل سوء. و هداكم إلي ما يحب ويرضي ، اللهم نصرك لأهل غزة ، اللهم نصرك لأهل غزة ، اللهم نصرك لأهل غزة ….آميين .
غزة التي أدمت أحداثها قلوب من لهم قلب من الناس. ولعل غيرها من بلاد المسلمين يدور فيه ما الله به عليم ، فدمائنا ، وأعراضنا. وأرضنا قد استبيحت ، ولا حياة لمن تنادي والله المستعان علي ما تصفون .
إدراك ما يدور حولك من أحداث أمر مهم ، لتعرف لما وصل حال أهل الإسلام إلي هذا الحد. هناك مخططات وتدابير تمت في العلن و الخفاء ليصل حال الحضارة الإسلامية إلي ما نحن عليه الآن. هذا الإنهيار الذي حدث علي جميع الأصعدة. كان نتيجة تخطيط وتكاتف وتكالب من قوي غربية و شرقية ، ليس هنا مجال الحديث عنها ولكن عليكم بقراءة الأحداث الواقعة وقراءة ما كتب عن تلك المخططات.
نعود ونلتقي مع قرأت لك وفي هذه الحلقة اخترت فقرتان الأولي من كتاب.( التنوير الإسلامي والتنوير الغربي ) والثانية من كتاب ( قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي ) وكلا الكتابين للدكتور مصطفي حلمي.
الفقرة الأولي :
يقول محمد أسد : لقد بدا لي واضحا أن تدهور المسلمين لم يكن راجعا إلي قصور في هذا الدين العظيم. ولكنه راجع إلي إخفاق المسلمين عن أن يحسوا بمقتضي تعاليمه ومبادئه .. وفي التاريخ الحضاري لم يكن المسلمون هم الذين جعلوا الإسلام شيئا عظيما ، وإنما الإسلام هو الذي جعلهم عظماء .
محمد يوسف عدس. مقال بعنوان ( محمد أسد في الطريق – سيرة عقل يبحث عن ذاته ) نقلا عن كتاب التنوير الإسلامي. والتنوير الغربي للدكتور مصطفي حلمي .
الفقرة الثانية :
وما الاستفادة بتراث علمائنا إلا بإذاعتها ونشرها علي نطاق. واسع ووضعها موضع التنفيذ – لا فرق بين السابق والمعاصر – لأننا نود الاستفادة من آرائهم في حل مشكلاتنا المعاصرة. لأن البعث الحضاري الإسلامي يأتي اولا بتغيير النفس وتزكيتها ومعرفة ذاتية الأمة ودورها. وما حيلتنا إذا كان القاسم المشترك الأعظم في حضارتنا الإسلامية أنها نشأت وترعرعت بين يدي الدين بعقيدته وشريعته وقيمه ؟ وفي إحيائها واستمرارها لن تقوم إلا وفق هذا القانون .
أما العناية بالخطط والمناهج والأهداف بغير تربية الإنسان وتعديل السلوك. فإنها جهود ضائعة تذروها الرياح .
قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي …مصطفي حلمي
إقرأ بتدبر …دع الكلمات تدور فى رأسك ولا تمر مرور الكرام ، نحن قوم كنا أذل الناس فأرسل الله إلينا رسولا و أنزل عليه كتابا وجعل لنا دينا و شرعة و منهاجا. فاتبعنا الرسول و اهتدينا بهداه فصرنا أعز الناس ، ودانت لنا الدنيا
فمهما ابتغينا العزة في غير ذلك الدين أذلنا الله …هذا هو الأمر باختصار … مقولة أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) في فتح القدس .
في الحلقة السابقة لتلك الحلقة نقلت عن كتاب ( ماذا قدم المسلمون للعالم ). للدكتور : راغب السرجاني. قدم المسلمين الكثير لهذا العالم وفي كافة المجالات من علمية وفكرية وإدارية …أنارت بهم الدنيا والتاريخ خير شاهد نعم القارئ للتاريخ يدرك تمام الإدراك أن الحضارة الإسلامية. كانت هي النور لهذا العالم ، وهذا ليس كلام إنشائي ، بل التاريخ خير دليل .
محمد أسد …من هو محمد أسد : اسمه الاصلي ( ليوبولد فايس ) ولد يهودي لأسرة نمساوية يهودية متشددة وقد كان ميلاده في يوليو عام 1900. ثم بعد بحث عن الحقيقة اسلم مقتنعا بالإسلام ومعتنقا لتلك العقيدة التي توافق الفطرة. وهو مفكر ورجالة نمساوي انشغل بقضايا الإسلام الكبري ، جهادا و تأليفا.
وقد جاهد مع عمر المختار ضد الإيطاليين ، وأسس مع العلامة محمد إقبال دولة باكستان. ثم توفي في اسبانيا عام 1992 …هذه كلمات مختصرة عن محمد أسد رحمه الله . هل كان الإسلام هو سبب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة ؟! ابدأ لم يكن كذلك إذ أن التاريخ يشهد أن أهل الإسلام حين كانوا متبعين لدينهم متمسكين بهديه قادوا العالم ، لم يكن الإسلام ابدا دين جهل ولا دين بطالة.
وإنم دين علم وعمل ، الجميع قرأ ويعلم أن أول ما نزل من القرءان ( إقرأ ) فعمل المسلمين بها فانطلقوا في تعلم علوم السابقين وتطويرها ، و أنشأوا علوما جديدا ، في كتاب ( ماذا قدم المسلمون لهذا العالم ) أمثلة كثيرة لعلوم أبدع فيها المسلمون ، فلم يكن الإسلام ابدا سبب تخلف المسلمين ، إنما جاء الإسلام إلي أمة أمية ، شرذمة قليلة في قلب الصحراء.
فانطلق بهم إلي قيادة العالم ، ما سر ذلك التغيير وما سر ذلك التقدم ؟ كان ذلك هو الإسلام ، حرص الإسلام علي تعلم العلم ونشره و تعليمه للناس كان من الأولويات ، وتجد الحث علي ذلك في الكتاب والسنة . هنا نقطة أخيرة وهي أن الحضارة الإسلامية ، حضارة نشأت عن عقيدة وعن دين ، ليس عن ارتباطها ببلد معين ..فلم تكن حضارة بابلية ولا حضارة مصرية ولا حضارة صينية ولا حضارة عربية …
إنما كانت حضارة إسلامية ارتبطت في قيامها بالإسلام بشموله لكل البلاد التي دخلها الإسلام ، فانصهر الجميع فيها فلم يكن ثم غير الإسلام جامع لهم .التاريخ …قراءة التاريخ أمر مهم ولكن توثق من مصدر التلقي واحذر من السم في العسل ، تدبر وتفكر وما زال الحديث مستمرا …قرأت لك الحلقة : الثالثة عشر