عن صاحبة الجلالة لغتنا العربية وحضارتنا وتراثنا

عن صاحبة الجلالة لغتنا العربية وحضارتنا وتراثنا
مقالة بقلم :الناقدة الأستاذة الدكتورة ثريا العسيلي

عن صاحبة الجلالة لغتنا العربية وحضارتنا وتراثنا

بقلم :الناقدة الأستاذة الدكتورة ثريا العسيلي

لغتنا العربية إنها اللغة الشاعرة اللغة المبينة اللغة المقدسة اللغة النبيلة.
يحق لنا ان نزهو بها لكننا للأسف قد أكدنا نظرية مقولة ابن خلدون: (تقليد المغلوب للغالب ) وأصبحنا في حاجة إلى تذكر ما قال المستشرق الإنجليزي (جورج هاملتون في كتابه الهام. (يقظة العرب ) عام 1938، في مناشدته العرب أن يستيقظوا ليستعيدوا أمجاد الحضارة العربية خاصة أن دور الحضارة العربية فى العالم كله مؤكد وراسخ وأن الحوار بينها وبين جميع الحضارات قديم. حيث كانت في الصدارة والكل يتطلع اليها ويتأثر بها ويتعلم منها وينقل عنها. لكننا للأسف في عصرنا الحديث نلهث وراء الغرب تقليدا ومحاكاة له.
وقد تهاون العرب وتقدم الغرب فصرنا نقلده ونحاكيه فى كل شيء.
يجب أن يكون حوارنا مع الحضارات الأخري حوارا يليق بتاريخنا العريق، وإبداعاتنا المتميزة فى شتى الفنون على مدى الزمان تفرض وجودها .

إن دور الفن الإيجابي فى حوار الحضارات يكمن فى قوة مجابهته للأفكار الهدامة التى ترى أن المستقبل ينبئ بقيام حروب بين الحضارات ؛ حيث يتحدثون عن (صدام الحضارات. ).
لكننا نؤمن أن تمسكنا بحضارتنا العريقة القائمة علي الفكر الرشيد والقيم الأصيلة والفن الراقي والإبداع المتميز تجعلنا قادرين دائما علي ،(التعايش السلمى والحوارات البناءة مع كل دول العالم والاهتمام بالتراث واستدعائه وتطويره والإفادة منه.
إن تراثنا العربي ثرى وجميل ، وعلينا إحياؤه ،وتجديده ، وتطويره ، وإخراجه للوجود ، والاستفادة منه ،ليمتد تأثيره فى الحاضر ، وليستمر فى المستقبل
وإقامة (معارض الكتاب ) من أهم الأحداث الثقافية في المنطقة العربية كل عام.
في القراءة حياة”، وتقدم ، وإبداع ، وحضارة .
وفي الاحتفاء بمعرض الكتاب. فى كل الدول والتقاء المبدعين والمحبين للقراءة بها من شتي دول العالم تواصل للحضارات.
وحوار مثمر جاد بينها .
(والشعر )العربي ليس فناً من الفنون فحسب بقدر ما هو ضرورة للروح والوجدان
‎ومع ما يتسم به العصرمن نزوع نحو تغليب قيم المادة والمصلحة والمنفعة. تصبح هذه الضرورة أكثر إلحاحاً، لذلك يأتي
‎ الاحتفاء بالشعر ترسيخاً لإنسانية الإنسان،. .
وعندما نتحدث عن الشعر العربي
وخصوصية العلاقة بين الشعر والإنسان العربي، فإن العرب (أمة الشعر والشعراء، ). والشعر ديوانهم وحافظ تراثهم وتاريخهم، الشعر. ديوان العرب وهي العلاقة التي تجذرت ،ونمت ،وكبرت، على مدى يزيد على ألف وخمسمائة عام.
عودوا إلى الشعر، بيتكم وسقفكم والأفق الأبعد الرحيب، عودوا إلى الشعر. ، أي عودوا إلى أعماركم وأرواحكم وأنفسكم، عودوا إلى الشعر ، صدقاً وإخلاصاً، وإبداعاً وإتقاناً،
عودوا أيها الشعراء إلى الشعر الخالص
والفن الصافي الشفيف العميق، عودوا إلى الشعر الذي تصل رسائله إلى الروح كلما حلق بعيداً وعالياً، وكلما غمس الشاعر قلمه في حبر القلب،
الشعر حياتكم أيها الشعراء، وفي إحيائه حياة الحياة
إن حديث المثقف العربي عن العربية يجب أن يتدفق فخرا ،وعزة ،وحبا.
إن لغتنا، وهُويتنا الثقافية ، والحضارية، هي لغة (العلوم ،والفنون، والآداب، وهي أقدم اللغات في تاريخ البشرية وهي اللغة التي كرمها الله بأن تكون (لغة القرآن الكريم )
إنها لغة عصية على الاندثار كما اندثرت لغات كثيرة، “العربية” لغة حية، اللغة الشاعرة. اللغة المبينة.
والأجيال الجديدة محظوظة بعصر ( المعلومات، والتكنولوجيا) ، الذي يمكن الإنسان من تتبع الجديد
في إصدارات العالم من الكتب ،بلمسةمن إصبعه على جهاز (الكمبيوتر) أو يطلب المعلومة فتكون أمامه.
المدرسة، والجامعة، وكل مؤسساتنا التعليمية والثقافية عليها مسئولية كبيرة ،في تهيئة الظروف لغرس (محبة القراءة) في الأبناء منذ صغرهم.
ولا شك في أهمية قراءة القرآن الكريم ،وحفظه منذ الصغر، حيث لا تتوقف أهمية حفظ القرآن
الكريم عند تربية الشخصية وتوجيهها فحسب، لكنها تساعد على النهوض باللغة العربية ، فاللغة
العربية لغة القرآن الكريم ،التي اختارها الله سبحانه لينزل بها كتابه العظيم.
وللقرآن الكريم دور كبير في تثبيت اللغة العربية وانتشارها والاستفادة من بلاغة أسلوبها، وجمالها. وعبقريتها.
إن. لغتنا الجميلة تؤكد قدرتها المتجددة على البقاء والتطور والاستمرار.
أدعو كل المثقفين أن نكون قدوة ونموذجا لأبنائنا في استخدام اللعة العربية في كافة تعاملاتنا، والمؤسسات والشركات والمحلات باستخدام اللغة العربية في التعريف والإعلان عن نفسها، فإن على طلائع المثقفين العرب أن تخوض معركة الوعي دفاعًا عن( هُويتنا ، وثقافتنا العربية.)والتنبه إلى خطر تعلم اللغة الأجنبية للأطفال فى الصغر. فقد ثبت ضرورة تعليم الأطفال فى مرحلتى الحضانة ، والابتدائى (اللغة الأم ،) ذلك لما لتأثير اللغة على تكوين ثقافة الطفل الملتقى ،وتشكيل آليات التفكير لديه كما أن تعلم لغتين أو أكثر فى سن الطفولة، يؤثر سلبا على إتقان إحداها كما أن اللغة التى يتعلمها الطفل منذ صغره تحدد عالمه وولاءه، وثقافته، وهويته، وشخصيته فى مستقبله.
دور الإعلام
ولا نستطيع إغفال( دور الإعلام ) في النهوض باللغة العربية، سواء منه المقروء والمسموع أو المرئي. وعليه أن يقدم الفصحى المبسطة العصرية التي يفهمها الجميع، ويتعاملون بها، والتي تقترب من العامية الراقية التي يتحدث بهاالمثقفون وأنصاف المثقفين.
على الإعلام أن يؤثر في المجتمعات العربية ويحاول مقاومة الإحساس بالغربة التي تعانيها اللغة العربية في ديارها ويحاول الالتزام. (بالصحة اللغوية) فيما يذاع أو يقال أو يكتب.
وعلى الإعلام مسئولية تعريف الناس بصحيح لغتهم، وأن ينأى عن الأخطاء النحوية، والإملائية فهذه قضية قومية، وقضية ثقافية في صلب مسئوليته ومن أدلة خطورة دور (الإعلام) على سلامة اللغة العربية، أن الإذاعيين في الإذاعات المسموعة والمرئية يكونون قدوة للناس ومن الواجب أن يعدوا إعدادا جيداً لأداء مهمتهم لتقديم اللغة العربية الصحيحة.
انها لغتنا الجميلة. قال تعالى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}
فالكلام الطيب عبادة و هداية …
﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾
(وقولوا للناس حسنا.)

حييت يا نبع السنا الألاق يالغتي الجميلة
يامن سموت إلي ذرا العلياء بالقيم الأصيلة
فيك النقاوة والرشاقة والإشارات النبيلة
من كل لفظ ساحر الإيقاع يستدعي مثيله

يا من حفظت لنا التراث تراث أمتنا العريقة
أبقيته حيا يتيه بهذه الحلل الرشيقة.
يحوي الفصاحة والبيان يفيض بالصور الأنيقة
فيك البساطة والجمال مع الإحالات العميقة.

يا من حفظت لنا كتاب الله بالغة البيان
أصبحت معجزة لنا تبقي علي مر الزمان

تشريع ربي صنته يا واحة الوحي المصان
لغة العبادة والتواصل حية في كل شان

لغة العروبة إنني أستشرف المستقبلا
فأراك عالية المقام هناك في أفق العلا
شماء صافية الرواء يفيض عطرك في الملا
وأراك مابين الشعوب ضياء فجر مقبلا

-وأنتمً حماة اللغة العربية
أنتم حماة لساننا العربي أفصح باللسان
ياإخوتي الأدباء ياأهل البلاغة. والبيان
أنشأتم الأدب الرفيع فشع نورا حيث كان
أدب رفيع شامخ وبروحه الدنيا. تزان
قامت دعائمه علي لغة بها سحر البيان.
لغة الفصاحة والبيان.
خلدت علي مر الزمان
لغة بها نزل الكتاب فصانها في كل آن. لغة العقيدة والشريعة والمفاهيم الحسان.
تزهو بمعجمها الرشيق يضم مؤتلف المعان والآن ها أنتم حماة لسانها نعم اللسان تتآزرون لكي تصونوها وحق أن تصان بجهودكم تبقي ممجدة محلقة إلي أسمي عنان بكيانها نعلو فإن هبطت نذق كل الهوان فتضافروا حتي نصير بجهدكم في خير شان.. والله يحفظكم فأنتم رمز عزتنا المصان الكلمة الطيبة.

عن صاحبة الجلالة لغتنا العربية وحضارتنا وتراثنا

عن صاحبة الجلالة لغتنا العربية وحضارتنا وتراثنا
مقالة
بقلم :الناقدة الأستاذة الدكتورة ثريا العسيلي

 

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *