كان ياما كان

كان ياما كان
ادب

كان ياما كان

بقلم :ولاء صبري الدسوقي

وكما أن لنا حق الحياة…فلنا الحق …في أن نجد.. إنساناً واحداً على الأقل..يقبلنا..يدرك معاناتنا..يتفهم الأمر كله..
لسنا نحتاج أن نبرر أمامه..إنه يفهم…إنه يعرفنا…

يعلم أننا لم نقترف ذلك الإثم..الذي يرمينا الجميع به..أو أننا لم نقصد…إن لديه مبرر..لكل شيء نفعله……إنه يتفهم…
ربما لا يكون ذلك الإنسان حبيباً..قد يكون أباً..أخاً..صديقاً…

أية علاقة صادقة…كفيلة..بأن تجعلنا نتحمل الحياة..بغير كثير بكاء…فلدينا من يعرفنا…من نبثه شكوانا…من يستشعر ٱلامنا..ومن نشاركه أفراحنا…

إن الطريق..مع هؤلاء..ليس طويلاً..على الإطلاق… حتماً سنصل…لوجهتنا المقصودة..فلدينا من يشاركنا…مشقة الطريق..ويدفع عنا العناء…

إن الحياة قاسية.. قاسية جدااا بغير هؤلاء…

ألا تجد من يفهمك..وإن كنت محاطاً بالكثيرين…كمن يسير في يوم …شديد الحرارة..وجه السماء متجهم..وشمسه..لا تتلطف…كل شيء يعبس في وجهك ..
وأنت مضطر ..أن تبرر..حتى أبسط أفعالك..

ثم لا تجد بداً في النهاية…من أن تصمت…
أن تتوقف عن التبرير…وتجيب الجميع بالصمت…
فمهما كنت بارعاً في الدفاع..فأنت دوماً موضع اتهام..

فاكف نفسك..المشقة…فالمشكلة لا تكمن فيما تفعله…لكن جوهر الحقيقة..التي كنت تكذبها…وتطالعك على الدوام
هو أنه ليس لديك…رصيد لديهم…

لذا فأنت مضطر أن تتقدم بدفاعك…في كل ما تقدم عليه …
ولن يصدروا في النهاية..حكماً بالبراءة…
فلقد أصدروا حكماً بالإدانة..منذ عهد بعيد…وليس هناك أدنى استعداد لمراجعة الحكم

لذا…فليس هناك بد…من أن تلوذ بصمتك الطويل..
وتول الجميع ظهرك

.. وأن تجعل بينك وبين نفسك… فسحة…أن تصادقها
ألا تؤنبها مثلهم… فلست مسيئاً…صدقني..أنت عظيم جداً..
جل ما في الأمر ..أنك لا تشبه..ذلك الجمع المحيط!

كان ياما كان

 

كان ياما كان
ادب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *