برة الدنيا

برة الدنيا
برة الدنيا

برة الدنيا
ولاء صبري الدسوقي

وتتقن المدرسة فن التصنيف…فهي تفرزنا إلى فئات ممتازة…تبشر بمستقبل واعد..وثانية متوسطة وأخرى دون ذلك..
وتدفع عنا مشقة اختيار مراحل التطور والارتقاء في سلم الحياة…فالمنهج محدد سلفاً…ومراحل الدراسة قد استقرت منذ عهد بعيد..
وليس على المرء من شيء..سوى بذل الجهد الضروري للانتقال من مرحلة لأخرى..

ثم تأتي الحياة…تتأمل الشهادات ملياً…وتقرر في خفاء أنها لا تصلح لاختباراتها..وأن حامليها ليسوا بالضرورة من النابهين..وليسوا خليقين باجتياز اختباراتها ومواجهة تحدياتها…

مصر جايه

ومن ثم يتعين إعادة عملية التصنيف الأولية من جديد…

فتجري اختبارات عملية…تتكفل نتائجها بتحديد مكانة المتقدمين وفقاً لمعايير الحياة الحقيقية لا معايير النظريات..

وقد تريك هذه النتائج عجباً…فترى الصفوة في التصنيف القديم يسقطون من علٍ ..أو يتعثرون في دروب الحياة…وقد ترتقي طبقة المدرسة المتوسطة أو دون المتوسطة إلى الفئة الممتازة…

ذلك أن مجال المدرسة محدود…ليس كافياً لبناء إنسان..جدير بمواجهة تحديات الحياة..وأنه من الضروري…أن نفسح الطريق لكلا المجالين…ليعملا معاً في انتظام…

فغير معقول أن نبني إنساناً قادراً على اجتياز اختبار نظري..لكنه عاجز في الوقت ذاته عن الصمود لتحديات الحياة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *