البخيل والمرأة الصابرة
بقلم: خالد الحديدي
ﺭﺟﻞ بخيل أعطاه الله زينة الحياة الدنيا المال والبنون، ﻓﻮﺟﺊ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻮﺍﻟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
ﺍﺗﻖِ ﺍﻟﻠﻪ ﻭاﺷﺘﺮﻯ ﻟﺰﻭﺟﺘﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ ﻭﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﺖ ﻣﻦ أﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﺩﺭِ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﻭﺏ ﻓﻠﻢ أﻓﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ كان ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ وأخبرتها ما كان من والدها فقالت :
ﻛﻠﻤﺎ أذﻫﺐ اليهم ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ لي ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ فكنت أقول لهم: ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﻠﺘﻪ ﻭﻻ آﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭ أقول أﻥ ﺯﻭجي ﻻ ﻳﺤﺮمني ﻣﻦ ﺷﻴﺊ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ إﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻟﻜﻨني أشتهي ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻩ لي .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻠﺤﻢ مطلقا ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻣﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ، وكان لا يعول أبناءه أيضا، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ولكنها كانت تشكوه إلى الله في صمت.