أتضوَّرُ شَوقاً
أتضوَّرُ شَوقاً
اللوحة من ابداع الفنان التشكيلي السوري: يعقوب اسحق
أتَضوَّرُ شَوقاً إلى خُبزٍ
لا يُشبهُ الخُبزَ
ولا يحتاجُ خَميرةً
وإلى سُنبلةٍ لا تُصبحُ طَحيناً
ولا تَلِدُ رَغيفاً
ولكنَّها تُخبِئُ بين ثناياها
عَسلَ النَّحلِ
ووخْزَ الدَّبابيرِ
وتراتيلُ الَّلهفةِ
أشتاقُ إلى شُطآنٍ
على رمالِها تَغفو
عَروسُ بَحرٍ
ذَيلُها من مَرايا
أنا القادِمُ على عَجَلٍ
من عُهودٍ غابِرةٍ
جِئتُ أبتاعُ أعماراً
ومتاجِرُ الأزمانِ مُقفلةٌ
والسَّماءُ فاغِرةٌ
أفواهُها
أتوقُ إلى عُمرٍ
صَعب المِراس
عنيد الشَّكيمة
من غيرِ بِداياتٍ
يَعبُر بي أنفاقاً
ويُحاربُ كُلَّ الزَّوابِع
في جَلَدٍ وأناةٍ
ومن غير هَوادة
كُلَّما خَمدَت فيه نَجمةٌ
شموسٌ في فضاءاتِه
تَسطَعُ وتُنيرُ
إلى طائرِ الفينيقِ
تشتاقُ عُيوني
كي يَسبحَ في مَداراتي
وينثرَ في ذاكرتي
غُبارَ الرَّمادِ
يُجَلِّلُني الأَمسُ بِلَونِ اليُتمِ
يجمعُ أكداسَ الحِكاياتِ
في رُكنٍ مُعتَمٍ
من جسدي المُرهَق
ويجدِّدُ ثَورةَ غَضبي
ويُحلِّقُ عَبْرَ المَدى
مثلَ ناقوسٍ يُبدِّدُ
ساعاتِ الرُقادِ
أنا البعضُ غير المُكتَمِلِ
وأنا الشَّطرُ المفقودُ
في أُحجيةِ الغيابِ
أخشى إن حَضَرتُ
أن يتَمَلمَلَ الصَّمتُ
وأن يصيرَ الثَّلجُ حالِكاً
وإلى بيداءَ
يستحيلُ البَحرُ
جورج عازار
السويد ستوكهولم
أتضوَّرُ شَوقاً
اللوحة من ابداع الفنان التشكيلي السوري: يعقوب اسحق