لُعبةُ شَطرَنْجٍ
لُعبةُ شَطرَنْجٍ
بقلم:جورج مسعود عازار ستوكهولم السويد
عُمري بِضعةُ أحجارِ شَطَرِنْجَ
تَلهو أشباحُ الأقدارِ بِرُقعَتِها
حابلٌ يختلطُ بنابلٍ
فتنقلبُ قوانينُ الُّلعبةِ الَّلعينة
الَّلونُ الأسودُ يختارُني
وليس لي اختيارٌ
مع أَوَّلِ خيوطِ الفَجرِ
تموتُ بيادقيَ المُرتَعِشَةُ
وتنتشرُ في أزِقَّةِ
المدينةِ العَتيقةِ
تروسٌ وسهامٌ ورِماحٌ
يخُرُّ صَريعاً حِصاني
ويُمسخُ الفيلُ المَغرُورُ فَأراً
ويستقيلُ كبيرُ الوزراءِ
مُكرهاً يُساقُ للأَسرِ
ويَأتَمِرُ المَلِكُ المَنكُوبُ
بأحكامِ صِغَارِ الجُندِ
حينَ تَدكُّ
سنابِكُ خُيولِ المَوتِ
مَتاريسَ القِلاعِ
يُملِي عَليَّ القائدُ المنتصرُ
كُلَّ شُروطِ الاستسلامِ
عاجزاً صاغراً أنصاعُ
إلى قواميسِ الشُّؤمِ
مُرغماً أوقِّعُ على تفاصيلِ
هَزيمتيَ النَّكراءِ
انتهت قبل أن تبدأَ مَعرَكتي
والخسائرُ تحُصى في أعماقي
أنفالٌ تُجمعُ هُناكَ
وغصَّةٌ هُنا في الحَلقِ تشتَعِلُ
وشلَّالاتٌ مِن الحَسراتِ تندفعُ
تنتحرُ ذاكرتي غَرقاً
ويطفو فوقَ سَطحِ اليَمِّ
زبدٌ من ذِكرياتٍ
يَتلاعبُ بها المَوجُ
وتَضيقُ هوامشُ الخياراتِ
عَارياً من غيرِ مَاضٍ
أو أبكَمَ
مُكمَّمَ الفَمِ
في حاضِرِ النَّكَساتِ
أينَ المَفرُّ
مِن جَحيم ِالهَزائمِ
ومَرارةِ الخَيباتِ
اللوحة للفنان التشكيلي السوري يعقوب اسحق
لُعبةُ شَطرَنْجٍ