سري للغاية

سري للغاية
سري للغاية

سري للغاية
في عيد ميلادي السابع والخمسين مازلت أشعر أنني ابن السابعة والعشرين ما زلت أركب حصان خيالي وأركض هنا وهناك. 

مازلت ابكي كطفل بريء في أي موقف فيه إحساس
وما زلت أثور في أي موقف يستدعي الثورة
وأغير في أي موقف يستدعي الغيرة، وما زلت احلم وأخطط وكأن العمر تبقي فيه الف عام رغم انه لم يعد في العمر بقية فالموت يحاصرنا في كل حين ومكان. 

وعلى الرغم من أنني أعشق وطني لأن شعاري أن عشق الوطن عبادة والوطنية شرف والموت في سبيلها شهادة، إلا أن عشق مصر وحبها من طرف واحد
فلا تنتظر منها حتى أن تجيبك ولو بكلمة أحبك
فلنحبها ونعشقها في صمت وصبر، وعلي الرغم من ان القلب يعشق كل جميل والقلب قد أضناه عشق الجمال. 

فما زال قلبي ينبض بالحب ويعشق الجمال وما زلت أرفع شعار عاشق للبيع فهل من مشتري؟
وحيث أن الجمال بالنسبة للرجل هو امرأة لان المرأة وطن فهي الحب والعشق والسكن والسكينة
فإن أردت أن تطمئن علي احوال وطن ففتش في احوال المرأة فيه فتش عن افكارها وثقافتها ومفهومها للحياة فتش عن رؤيتها للأشياء، وحاول الإجابة عن هذا السؤال. 

من الجاني ومن الضحية في تلك العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة وهما وجهان لعملة واحدة وهي عملة الحياة والعلاقة بينهما هي إكسير الحياة؟
فقد أصبحنا نعيش في وطن نتسول فيه كل شيء حتي الحقوق ولا نجيد فيه أي شيء حتى الحب
لاننا أصبحنا نملك مفاهيم مغلوطة كلا منا نحو الآخر ولا نملك شجاعة المواجهة والاعتراف على غرار هذا الاعتراف. 

معذرة سيدتي نعم أحببتك ولكني أبتعد عنكِ ليس خوفا منك وإنما خوفا عليك فليس عندي ما أغريكي به فلا املك الفلل ولا الشاليهات ولا العمارات ولا السيارات ولا الأموال في البنوك. 

فأنت ياسيدتي تريدين ان تحملي حقيبة وحذاء من جلد التمساح وتريدين ان تسافري في مقاعد الدرجة الأولي وتصطافين في الريفيرا وتأكلين دليفري دائما وتركبين افضل السيارات وانت لك الحق في ان تحلمين بكل ذلك، وأنا ياسيدتي لا املك الأموال الكافية لتوفير كل هذه الرفاهية فانا لا املك الا قلبي وعقلي وفكري وروحي وعملاتي هي الفكر والثقافة والعطف والحنان والحب والعشق. 

عملتي هي المودة والرحمة عملتي هي الدين والإيمان لانه اذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي دينا، ولكن ياسيدتي هذا العملات في زماننا أصبحت عملات رخيصة لا قيمة لها
فاذهبي ودعيني وشأني أعيش في السابعة والخمسين وأحلم بالسابعة والعشرين
بقلم علي ربيع

سري للغاية
سري للغاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *