أنتيجون لكل عصر
أنتيجون لكل عصر.. حكاية مسرحية
استمعت لرائعة جان أنويه..”أنتيجون”…المأخوذة عن مأساة سوفوكليس الشهيرة…فأنتيجون أي التي لا تتزعزع هي ابنة أوديب..الضال الشريد…
تتحدى خالها “الملك كريون” وتصر على دفن شقيقها الذي يراه الملك خائناً ولا يستحق الدفن بكرامة…
ولقد برع الكاتب في تصوير الصراع النفسي لأنتيجون..بين حب الحياة…المتمثل في خطيبها وحبيبها ابن الملك-القهوة-كلبها الأثير…
وبين الواجب…المبدأ
ما يجب أن يكون…
بين صوت الحياة…المتمثل في شقيقتها “إسمن”…التي تحب الحياة وتغريها بمباهجها..لتقلع عن صوت الضمير
بين ترددها ورغبتها في الاستجابة للملك خوفاً من الموت…وصحوة الحق في داخلها
إلا أنها صمدت للنهاية وفضلت الموت على الحياة…
ولشد ما أحنقني موقف أنتيجون وإصرارها على تحدى الجميع …غير مبالية بتوسلات حبيبها ودموع شقيقتها..
وبقليل من التأمل …وجدت أن مأساة أنتيجون هي مأساة متكررة في كل حادثة يتوارى فيها صوت الضمير وأن أنتيجون لم تمت …بل تحيا بكل الأزمان
والمسرحية وإن كانت أساساً تعد إسقاطاً على نظام الحكم والمعارضة السياسية…إلا أنها تلقى بظلالها البعيدة على شتى مناحي الحياة..
فأنتيجون هذه هي صوت الحق … هي كلمة لا في أية حادثة وكل ميدان… هي كل من استجاب لنداء الواجب…وأطلق صوت الضمير…
ولاء صبري الدسوقي