قرأت لك ..الحلقة الثانية
قرأت لك ..الحلقة الثانية
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع ،ورزقكم الخير كله وصب عليكم البركات ، نسأل الله أن يرفع عنا البلاء والوباء والغلاء ، وأن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان .
مع حلقة جديدة من ( قرأت لك ) ، اخترت ثلاث فقرات لحلقة اليوم ، الفقرة الأولي من محاورة الجمهورية لأفلاطون نقلا عن كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية للدكتور ماجد فخري ، أما الفقرتين الثانية والثالثة فمن كتاب قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي للدكتور مصطفي محمد حلمي .
الفقرة الأولي :
* والثانية أن فن السياسة قياسا علي سائر الفنون أو العلوم ، كالطب و قيادة السفن وسياسة الخيول ، ينبغي منطقيا أن يتوخي مصلحة المحكوم دون الحاكم ، كما يتوخي الطبيب مصلحة المريض ، والربان مصلحة ركاب السفينة ، والسائس مصلحة الخيول دون مصلحته هو .
الجمهورية لأفلاطون ..نقلا عن تاريخ الفلسفة اليونانية للدكتور ماجد فخري .
دكتور ماجد فخري لبناني من مواليد عام ١٩٢٣ حاصل علي درجة ماجستير الفلسفة من الجامعة الأمريكية عام ١٩٤٧ وحصل علي الدكتوراة عام ١٩٤٩ من جامعة إدنبرة – اسكتلندا ، أما أفلاطون فهو ارستوكليس بن ارسيتون عاش (٤٢٧- ٣٤٧ ) قبل الميلاد يوناني كلاسيكي له عدد من المحاورات الفلسفية منها الجمهورية ، رجل الدولة كراتيل .
واجبات الحاكم أو ولي الأمر ، كما ورد في الحديث ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فكل من ولي منصب أو تولي أمر أحد من الناس فلا بد له أن يقدم مصلحتهم علي مصلحته ، وإيثار ما ينفعهم علي ما ينفعه وأن يكون ذا شفقة عليهم ورحمة بهم فقد روت ام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ( اللهم من ولي من أمر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه .
هذه الأحاديث وغيرها توضح أن الإسلام وضع قواعد مفصلة في السياسة والحكم ، لم تكن فقط خطوط عريضة كما يقال لكنها قواعد تفصيلية ، وأسس لهذا البنيان ، وفيها أيضا رد علي من قال بفصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة ، وإن الدين مكانه المسجد وإن الدين ليس إلا علاقة بين العبد وربه ، بل جاء الدين لينظم شؤون الحياة كلها بكافة تفاصيلها .
الفقرة الثانية والثالثة :
* وقد جاء الوحي الإلهي بالتعريف بالإنسان ومكوناته المزدوجة بين الجسد والروح ودوره ومصيره ، وكانت حضارة الإسلام في كل أطوارها معبرة عن هذا التوازن الدقيق ، ولعل دارس اثر العبادات في النفس أيضا يقف علي بعض الحقائق في هذا الصدد مما يجعلنا نقدر هذه المزية ونحرص علي اتباع سنن الله تعالي في خلق الإنسان ،
كما أن الموازنة بين التصور الإسلامي للإنسان وتصورات البشر الفلسفية سترينا أنه لا علاج إلا باتباع المنهج الإلهي ، فإن الله تعالي هو الخالق العظيم ، وهو الشارع الحكيم ، فله الخلق والأمر .
من كتاب قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي …دكتور مصطفي حلمي
* ولعل أحد مشكلاتنا الرئيسية البحث عن ( الهوية ) بين أيدولوجيات العصر من قومية وعلمية ووطنية ومذاهب فلسفية واقتصادية ، فإذا أردنا الرؤية الصحيحة فعلينا متابعة الدور الحضاري الذي قامت به أمتنا عندما كانت رائدة الأمم .
من كتاب قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي …دكتور مصطفي حلمي .
دكتور مصطفي حلمي مصري الجنسية حاصل علي الدكتوراة من كلية الآداب جامعة الأسكندرية له العديد من المؤلفات .
الإسلام دين متكامل يوازن بين ما يطلبه الجسد وما تطلبه الروح ، يوازن بين الناحية المادية المحسوسة والنامية المعنوية ، فالله سبحانه هو خالق هذا الكون وخالق هذا المخلوق المسمي إنسان واعلم بما يصلحه ، وقد بين ذلك فيما أنزله من كتب وما شرعه من شرائع هذا في الفقرة الثانية ، أما الفقرة الثالثة فهي عن الهوية إذا أردت أن تبني حضارة فاعرف من أنت اولا ، الهوية هي السمات المميزة للشخصية ، لإنسان لا يعرف من هو ولا يعرف خصائصه وسماته لن يبني حضارة ، فاعرف من أنت لتبني حضارة ، لتبني أمة ، الهوية أمر مهم للغاية إذ أن الإنسان بلا هوية لا وجود له .
دمت بخير وسعادة
قرأت لك ..الحلقة الثانية