نص ديني
نص ديني
ولاء صبري الدسوقي
والكلاب في الطرقات جائعة..والمصابيح خافتة
والنعال تسير…يكسوها الغبار…نعال كثيرة…طرقاتها تصم الٱذان
وسيد عبد الكريم..صاحبنا…المغلوب على أمره…يحسو الشاي…في عدم اكتراث…عيناه ذاهلتان…ووجهه قد تجعد وهو لم يتجاوز بعد الخامسة والثلاثين ..
تماما ..كثيابه…المكرمشة
جاكتته الرمادية…التي استحالت للون الأبيض اللامع…من كثرة الاستعمال…والكي..في بعض الأحيان
وبنطاله المتهدل… الذي استحالت أطرافه…إلى خيوط…تشبه شعيرات رأسه البيضاء
وهو يلعن اليوم الذي تزوج فيه…فهو لا يملك شيئاً..ينفق به على نفسه
فمن الذي أشار عليه…بتلك المشورة
شيخ الجامع..نصحه بأن يكمل نصف دينه
لقد نسي قبل أن يطيعه…أنه كاد أن يخسر النصف الأول..من شدة الفاقة
لكن كلمات أمه الحنون تشده شداً
“نحمده على كل حال
بكره تفرج …إنت مستعجل ليه…واللي يصبر ينول”
لكن عقله يثور أحياناً…على عزائها
هو فيه حد صبر قدي..بكره..ده مبيجيش يا أما…والعمر بيجري..وأني مستني…مستني دوري…بس دوري مبيجيش ..
خايف لما يجي… أكون في خبر كان
امتى ألاقي..شغلانة…ده أني زي الفواعلي…يوم ٱه ..وعشرة لا
والعيال طلباتهم مبتخلصش… والعيشة نار
معدتش طايق اقعد في البيت ..نظرات العيلين..بتعذبني…
عاوزين يا أبا..عاوزين يا أبا…
ومصمصة شفايف أمهم…
وطولة لسانها
ألا صحيح يا أما…إحنا هندخل الجنة قبل الأغنيا…وديه عايزة سؤال
هو إحنا عملنا حاجة….
ده إحنا بنتعذب على وش الدنيا..
هنروح على فيض الكريم…من غير سيئات خالص
هو احنا نقدر نغلط في حد..ده إحنا بنقول يا حيطة داريني
ليقاطع…تأملاته …صبي القهوة…الحساب يا أخ…
٢٥ج
٢٥ عفريت ..هو أني طلبت إيه ..دولا كوبايتين شاي…ونفسين
ديه التسعيرة الجديدة…
هتدفع ولا…
ولا إيه…هي لسه فيها ولا
حطهم يا أخويا عالنوتة..لما نشوف أخرتها إيه.