ارْتََحِل عني
ارْتََحِل عني قد مضتْ أيامك و جاء يومي، اتركني و شأني، ألملمُ ما بقى من نفسي، بعدما ضاعت معك بالأمس، الآن و قد شحذتُ نصلي لأمزقُ به ذكريات عسرتْ، الآن قد أبصرتُ طريقي بعد الضلال، في دربك الذي استباح كسري، الآن استقام ساقي بعد تلكؤ في السير، من أجلك ، وقتها كنت أنتظرك لتلحق بركبي، و افتعلتُ ما يؤخر السير، ولكنك لم تأتي، و تركتني أرحل دون وصال، فلماذا جئتَ الآن تطلبُ وصلي؟ ما سر رجوعك للبحث عني؟ هل أقبلتَ لتنسى بي ألمَك؟ أم حضرتَ لتزيدَ همي و حزني؟ بالله لو تحدثتَ من فجرٍ لفجر ما كنت لأضعف، و ما نلتَ مني غير الصمت.
إني قد داويتُ جرحي ببتر العشق من قلبي، فما بقيتْ له وظيفة غير ضخ الدم بالجسد، قل ما شئتَ فإن أذني لك بلا سمع، حتى و إن وقعتْ عليك عيني فهي بلا بصر،لا تحاول مجددًا، فهل يعود الجنين بعد الوضع إلى الرحم؟ هل بعد وقع سمكةٍ في شبكة صياد لها من عيشٍ؟ إني أبصرتُ انبلاجَ الشمس على الكون، و ضوء الشمس جددَّ لي الأمل ، و الماء قد روى عروقي من الظمأ، و تنفست عليل الهواء، فطاب لي العيش، عد من حيث أتيت، عد بما تحمل من مرارة و ألم ، ذق مما كنت تسقيني من أسى، فلم أعد حقل تجاربٍ أو شفاءٍ من يأس تملّكك،لم أعد دواءً لجرح كبرياء نفسك ، لم أعد أخضعُ لقولك،ما عاد استرحامك معي يُجدي، أنت من بدأتَ بالظلم ، وصدق فيك القول ” البادي أظلم”
يا مبددَ الروحِ ما أقسى تشتتنا
لا رضَى البارئ عن خائنٍ أو بائع.
هاني متولي