شجرة الإثم
شجرة الإثم
ولاء صبري الدسوقي
لسنا قديسين ولا ملائكة أطهار..ولكننا بشر…يتصارع فينا الخير والشر ..وقد يغلب خيرنا شرنا أحياناً..وقد يحدث غير ذلك…
فليس بمقدورنا ألا نخطيء على الدوام وإنما علينا أن نتلمّس طريق الصواب…
فلئن تصح النية…وإن ضلت مساعينا..خير لنا من إضمار السوء…والتماس الطرق الملتوية…في الخفاء..والتظاهر بالتقوى…وجميل الخصال
فليس الخطأ هو جوهر الإثم وإنما نية الاعتداء وإن خفي العداء..
وإن أعلى درجات الجهاد وأسمى معاني الإنسانية..أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك…فلست أنت صفي الأقدار..حتى تختصك بالفضل على الدوام..وتحجبه عمن يشاطرونك حق الحياة…
وإنه لظلم عظيم وشطط كبير أن تعمل طاقتك وتقصر حركتك …على الظفر دوماً ولو على حساب الحق.. وأن تناصب العداء..كل من يمن الله عليه بالفضل والنعماء…
فلقد تشبهت بعدو أبيك..ونفست على تقدير الحكيم..فصففت نفسك بين الحاسدين..وأوقدت في قلبك شعلة البغضاء..فلا يستريح لك بال…ولا تصفو بعينك نعمة..
إذ أردت النعماء لك دون سواك…نابذاً وراء ظهرك .. حقيقة أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء…وأن رحمته واسعة..وعطاؤه غير محدود..يعطي من يشاء بغير حساب…دون استحقاق..
ولو عامل كل منا بما يستحق..لكنا دوماً في صفوف المدينين..وإن تعبدنا ٱناء الليل وأطراف النهار.