أم العروسة
أم العروسة
بقلم :ولاء صبري الدسوقي
يا بنتي اسمعي معروف..متميليش بختك بإيدك… نفسي أجوزك… لواحد مقتدر.. عاوزة أطمن عليك قبل ما أموت
والمقتدر ده بقى الجزار ولا الجواهرجي
وده بالذمة اسمه جواز…أنتي عايزة تدفنيني بالحياة ..أنا أتجوز جزار…ياي…
ده أنا بفوت من قدام المحل…بغمض عيني…بجلابيته اللي مليانة دم …
ولا الجواهرجي…اللي بيفكرني بحارة اليهود
الملافظ سعد يا روح ماما…أدفنك بالحياة… بقى ده جزاتي إن عاوزة أضمنلك مستقبلك…
عمرك شفتي جزار…مات من الجوع..ولا جواهرجي مفلس
وبعدين ماله أبو جلابية عليها دم…ده لحم عجول يا ضنايا…حد يرفس النعمة..هو حد لاقيها…
ولا الجواهرجي…اللي مش عاجبك…ده عنده سبع محلات دهب
مش حتة الدكتور اللي لا طلع ولا نزل..اللي لسه متعين…ومحلتوش غير مرتبه
يا ماما..الجواز لازم تكافؤ…دول مش متعلمين…
-يا اختى والمحروس بتاعك…اللي فاهم أوي..لما هو نوير كده…فقران وعدمان ليه
أنا أمك يا بنتي..وأدرى بمصلحتك..وأعرف الحياة أكتر منك
وعلى رأي المثل…لو دخل الفقر من الباب ..نط الحب من الشباك
الحب حاجة…والجواز حاجة تانية..
ضيق العيش..بيخلي الحب يتبخر
وانتى مش وش بهدلة…
اللي انتي مستعرية منهم دول…
أي واحد فيهم…هيعيشك أحسن عيشة ..
وإذا شايفاهم مش قد المقام…فلوسهم تخليكوا تتفاهموا كويس…
وأهي الفلوس..بتلين النفوس
شاوري عقلك يا ضنايا…العمر مش بعزقة…وأنا نفسي أفرح بيكي…يا هادي يا رب..
أما اقوم أشوف أبوكي…عاوز إيه
لتتنفس زينات الصعداء…بذهابها…وتقلب في الهاتف… لتصلها رسالة… من الدكتور محمود…يبلغها بحصوله على ترقية…وزيادة في الراتب ٣٠٠ج
لتتنهد في حسرة…باين أمي معاها حق…وباين الطريق لسه طويل…
شكلنا هنقضي العمر جري…وبرضه مش هنلحق…
وشكلي هغسل الجلابية اللي عليها دم…أو أوافق على جدو…أبو سنة ذهب…
لتعود أمها…وتجد الدموع على خديها
فتسأل بلهفة..مالك يا ضنايا…
لتجيبها بصوت مليء بالأسى ..زغردي يا أما…
أزغرد على إيه..عالخيبة
لا…عاللي أنتي عاوزاه
لتجيبها أمها…وهي تغالب دموع الفرح…
بتكلمي جد..
أيوة
مين فيهم يا مزغودة…
اللي تختاريه يا أما…مش فارقة كتير!
أم العروسة
