يوميات من سوق زينب

يوميات من سوق زينب

يوميات من سوق زينب

بقلم / محمد فتحي شعبان

الحلقة الأولى

كعادتي كل صباح أجلس في الشرفة اصطحب كتابا وكوبا من الشاي ، تتنقل عيناي ما بين الكتاب وما يحدث في السوق ، علي طريق عبلة كامل وهي تحدث محمد سعد ، معي الورق والقلم والكتاب و المسطرة ، قد أكتب سطرا أو سطرين أو بعض كلمات وقد لا اكتب شيئا ، ها هو عم علي البغدادي صاحب المخبز البلدي يكون أول من يصل إلي السوق يتبعه العاملين في المخبز ، أسمع صوت سير الفرن وهو يئن فقد أيقظه العمال من نومه العميق ، بعد قليل تبدأ الحركة في السوق.

أحمد الأفندي صاحب السوبر ماركت يفتح محله ، يأتي بعده أخوه علي الأفندي ، سناء بائعة الجبن والحليب تأتي مبكرا أيضا تفرش بضاعتها أمام دكان مسعود بائع (الفول والفلافل ) متخذة جانبا ، مسعود يظهر في اول الشارع ذاهبا إلي محله ليفتحه ، يلقي التحية علي سناء مثبتا نظراته علي صدرها ، علي البغدادي يضع كرسي امام المخبز ثم يجلس ومعه النرجيلة وكوب شاي ، يدخل مسعود محله ويبدأ في تجهيز عجينة الفلافل وقدرة الفول.

جريدة مصر جايه

زينب عجمي تأتي راكبة فوق( تروسيكل )محملا بالخضروات قادمة من الوكالة ، يقوم سائق( التروسيكل) بإنزال الخضراوات وهي تقوم برصها فوق فرشها, تتجه عينا مسعود وعلي بغدادي إليها ، ثم ينظر كل منهما للآخر، يكمل على بغدادي تدخينه المعسل ويكمل مسعود عمله ، متولي بائع الطماطم يأتي هو الآخر يزيل الغطاء عن فرشه ، عنده طماطم كثيرة باقية من الأمس لم يبيعها، يبدأ في المناداة بصوته الجهوري.

يبدأ الباعة في التوافد واحدا تلو الآخر سعدية ونوال ومساعد وعم صابر وغيرهم ، الحاج حسن الطيب العطار يخرج من بيته في أول السوق متجها إلي محله في وسط السوق ، أحمد الأفندي يخرج من السوبر ماركت يلقي نظرة سريعة علي سناء فيناديه اخوه علي فيعود للداخل ، مروة الممرضة التي تعمل في المشفي الملاصقة للسوق تاتي إلي سناء بزي التمريض تأخذ قطعة من الجبن وبعض الأرغفة الساخنة من المخبز ثم تذهب إلي متولي تاخذ بعض حبات الطماطم وتعود إلي المشفى.

أتوقف عن متابعتهم وأعود إلى القراءة في رواية ( أفراح القبة ) لنجيب محفوظ أتابع ما يجري بين كرم يونس وحليمة وعباس كرم يونس ،هؤلاء أبطال الرواية الرئيسيين ، إنه الصراع بين الفضيلة والرذيلة الصراع بين الذات وما يدور حولها ، كل يحكي من وجهة نظره ما حدث ، ولكن ليعلم الجميع أن الحياة ما هي إلا مسرحية وان المسرحية ما هي إلا حياة ، تختلط الحياة بالخيال ويختلط الخيال بالحياة ، فلا تدري أيهما الحقيقي ، ولا يدري أحد ما سيكون وإلي أي اتجاه سنسير. 

يوميات من سوق زينب
يوميات من سوق زينب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *