احمد السرساوي يحكي أسرار حكايات شنوده الثالث مع صاحبة الجلالة
حكايات شنوده الثالث مع صاحبة الجلالة.. هو ليس كاتبا عاديا..بل باحث و مدقق في التاريخ و حكاياته.. و عليه فقد جمع لنا أحدث ابحاثة عن اسرار شنوده الثالث بابا الإسكندرية الأسبق
فقد صدر عن دار “أخبار اليوم” أحدث مؤلفات الكاتب الصحفي أحمد السرساوي بعنوان “البابا شنوده.. حكايات مع صاحبة الجلالة” يتناول فيه المعارك الصحفية التي خاضها البابا مع الصحافة، أو تلك التي خاضتها ضده.
حدث هذا رغم أن البابا كان أحد أبناء المهنة، وكان عضوا بنقابة الصحفيين، ومعاركه معها كانت تخص قضايا حيوية تهم الرأي العام المصري كله، وليس المهتم بالشأن المسيحي فقط، ومن المثير أن معظمها مازال قائما حتى الآن.
ينفرد الكتاب بخطابين شفهيين مهمين بين الرئيس السادات، والبابا شنوده، جريا عام 1976 وسط حشد من الشخصيات العامة، ولأسباب خاصة حينها لم يتم نشرهما كاملين بمعظم الصحف اليومية الصادرة في اليوم التالي، رغم أن كلا الخطابين يتضمنان رسائل “مبطنة” بغاية الأهمية والدقة والتشويق والظُرف أيضا في فترة تميزت بالشد والجذب بينهما.
ومن الطريف أن يتضمن الكتاب فصلا عن تحليل “لغة الجسد” عند البابا شنوده، ومنها الابتسام أو الضحك أو التعبير باليد، أو حتى بالمقابلات التي كان يجريها، وبزيارته لبيت كاتبنا الكبير نجيب محفوظ، حيث يرى الكاتب أن البابا الراحل من فرط الذكاء والدبلوماسية.. كان يستخدم لغة الجسد “إعلاميا” “عند اللزوم”، للتعبير عن آراءه بدلا من التعبير اللفظي بالكتابة أو الكلام.
ويقول السرساوي: “كثيرة هي حكايات وقصص ومعارك البابا شنوده الثالث مع “صاحبة الجلالة” التي عشقها صغيرا، وشابا، وأبا للكنيسة المصرية.. ففي أحد أحاديثه المهمة، قال البابا أنه لو لم يكن بطريركا للكنيسة المصرية.. لكان راهبا يقرأ ويكتب، وربما لو لم يسلك سلك الرهبنة لأصبح صحفيا كبيرا لامعا.
ويؤكد: نحن خسرنا البابا شنوده في عالم الصحافة.. لكننا كسبناه أبا لأنقى كنائس الدنيا، وهي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وربحنا عضويته بنقابة الصحفيين المصريين.. النقابة الوحيدة في العالم، التي من بين أقدم أعضائها بطريركا لأعرق كنيسة على الأرض.
ويضيف السرساوي: انشغلت في هذا الكتاب بالحكايات المثيرة التي كانت خلف مقالات البابا شنوده، وولعه بعالم الصحافة خاصة، وهو عالم لو تعلمون مثير.. كل مقالة كان ورائها قصة، وتوقيتها كان له حكاية.. لم يكتب البابا مقالاته عفو الخاطر.. كان دائما يبحث عن الحق والخير و”الحرية الحلال” أو المسئولة، لأن هناك بالمقابل “حرية حرام” منفرطة وغير مسئولة.
لم أكتف هنا بالدرجة الأولى.. بتسجيل الاحصائيات، كم مقالة كتبها البابا، ونشرها في أي صحيفة أومجلة اوإصدار (مع ان هذا موجودا وبكل دقة).. بل غصتُ وعشتُ في ما هو أعمق وأهم وأخطر، خضتُ مغامرة مع عالم كل مقالة، وحضرت مقابلات، وأجريت مكالمات، وبحثت عن ظروفها، وتوقيتاتها والأحداث التي عاشتها بلادنا.
اكتشفت وجه آخر ممتع في كتابات البابا شنوده، وما كُتب حوله، وعاداته في الكتابة.. وصلاته مع صاحبة الجلالة التي لم تنقطع يوما رغم أية مسئوليات أو مشاغل أو أعباء.. إنها رحلة خارج الزمن آخذكم معي فيها.
ويعد “حكايات مع صاحبة الجلالة”.. ثاني مؤلفات السرساوي عن البطرك الراحل، بعد كتابه الأول الذي كتبه أواخر حياة البابا شنوده، وصدر عن دار “أخبار اليوم” أيضا في 3 طبعات، بعنوان “الأسطورة” تناول فيه المسيرة الوطنية واختلاف المقومات الشخصية، وتفردها عند البابا الـ117من بطاركة الكنيسة المصرية العريقة.
صموئيل نبيل أديب